محمدعلي النجار
بسم الله الرحمن الرحیم
الشیخ محمد علي النجار المحترم
أحببت أن أعلمك أنّي في هذه الأيام أحاول أن أجمع بحثاَ حول حديث الطير، فإن كان في كتاب المؤتلف والمختلف أو الأسماء المبهمة من هذا الحديث شيء فارددهما إليّ لأكتب الحديث عنهما ثم خذهما.
وأما تصحيح تراثنا الرجالي فقد قرأتُ شطراَ منه وأنا مستمرٌّ في القراءة فيه وتسجيل الملاحظات عليه، وقد غاضني كثيراَ كما غاض كثيراَ ممّن وقف عليه وقرأه ولهم أيضاَ عليه ملاحظات، ولو لم أعرفك لظننتُ أنّه من تأليفات ابن حزم أو ابن تيمية أو ابن كثيرأو أحمد أمين أو القصيمي أو محبّ الدين الخطيب وأضرابهم من أعدائنا الألدّاء وخصومنا المعاندين لنا المهاجمين علينا.
باللّه عليك لو أنّ أحدَ هؤلاء كتب في الردّ علينا وتفضيحنا في هذا المجال أكان يسعه أن يُهاجمنا أكثر من هذا؟! أو كان لحنه أعنف من هذا أو كان هجومه أقسى من هذا أو كان يسخر من أعلام الطائفة عبر القرون ويستهزئُ بها أكثر من هذا؟!
وهذا من سوء حظّ الطائفة أن تسلّ عليها سيفاَ شحذتها لأعدائها فما عدا ممّا بدا، فاقرأ قول الله تعالى يوصي هارون وموسى بشأن فرعون: قولا له قولاَ ليّنا. هذا بالنسبة إلى فرعون فكيف بغيره. وانظر إلى السيد شرف الدين قدّس الله روحه وتأمّل لحنه مع أعدائه ولهجته مع خصومه ما أليَنه وألطفه وأحلاه. نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا ونستجيرُ به من سوء العاقبة.
ولَبئسَ ما جازيتَ به أعلام طائفتك ومشايخ مذهبك أحياءً ومواتاً. أيخيَّل إليك أنّك تكبر إذا حقّرت كبارَ قومك.
عبدالعزیز الطباطبائي 27 ربیع الثاني سنة 1410