أصولُ الفضائل في الرجل ثلاثةٌ: 1. ما يتحلّى به من أخلاقٍ فاضلة وسجايا كريمةٍ وطبائعَ شريفة، كالعلم والشُجاعة والسَخاء. 2. ما يصدُرُ منه من أفعال الخَير وأعمال البِرِّ ومواقفَ مُشَرِّفة كالجِهاد في سبيل الله ونُصرة الدين وإقامة الحقّ ونشر العدل وبذل المعروف والإنفاق ونحوِ ذلك من وُجوه البِرِّ وبذل الصدقات وكثرة التعبُّد للباري سبحانه. 3. أقوال العظماء فيه وثناءُ الناس عليه. ثمّ ما يُضاف إلى ذلك من شرف الحَسَب والنَسَب والمنصب والسَبْق إلَى الإسلام والهجرة. ومتى رجعنا إلى كتاب الله تعالى وجدنا مقاييس الفضل والكرامة عند الله تعالى خمسةً: الإيمان، والعلم، والعمل به، وتقوَى الله، والجهاد في سبيله. وكان أميرالمؤمنين عليه السلام بالضرورة من تاريخ الإسلام جامعاً لجميع خصال الخير من العلم والفضل والشُجاعة والفصاحة والبلاغة والعَدالة والسَخاء والمروءة والزهد وما إلى ذلك من خصالٍ حميدة وسجايا كريمة، وهي أجلى ظاهرةٍ في حياته الكريمة، وسيرتُه عليه السلام طافحةٌ بذلك كلِّه بين الملأ طيلةَ نصفِ قرن، فليس هناك سوَى الإيمان والعَدالة والشُجاعة والبُطولات والجِهاد والأعمال الصالحة والزَهادة والورع. وأمّا جهادُه في سبيل الله وتضحياته دون مبدئه والفتوحات المباركة في بَدء الدعوة الإسلاميّة، وبطولاتُه في الحروب وما أسداهُ من خدماتٍ جُلّى ومواقفَ مُشرّفةٍ وجهودٍ جبّارة، فكلُّها بمرأى من الناس ومسمعٍ ومشهدٍ ومنظر، وهي في الصميم من تاريخ الإسلام. وكذلك علمه وعدله وزهده وكرمه وبلاغته، فكلُّ ذلك ممّا جاوز حدَّ التواتر، فلا تتوقّفُ على تعديل ناقلٍ ولاتصحيح رواية! وأمّا الثناء عليه، فحسبُك ثناء الله ورسوله عليه في الكتاب والسنّة. فقد أنزل الله تعالى فيه آياً من كتابه العزيز، يتلوها المسلمون آناءَ الليل وأطرافَ النهار، وقد شهد الأوّلون منهم نزولَها فيه وأخذوا تفسيرَها عن الرسول صلّى الله عليه وآله. وأمّا السنّة النبويّة وثناء الرسول عليه وكلِمه الذهبيّةُ فيه، فقد صدع صلّى الله عليه وآله بكثيرٍ منها في ملأٍ من الصحابة وفي مناسبات شَتّى ومواقف مشهورة، كحديث الراية يوم خيبر، وقد بات الجيشُ يَدوكونَ ليلتَهم تلك، أيُّهم يُعطاها طيبة أنفسهم أنّ الفتح غداً، ثمّ أصبحوا وقد تطاولوا لها أجمع، وأتعبوا لها أنفسهم أيّهم ينتدب لهذا الفِخار الخالد. وكقوله صلّى الله عليه وآله يومذاك عند رجوع عليٍّ عليه السلام مظفّراً فاتحاً: «لولا أن تقولَ فيك طوائف من أُمّتي ما قالتهُ النصارى في عيسى، لقُلتُ اليومَ فيك مقالاً لم تَمرَّ بملأٍ من المسلمين إلاّ أخذوا من تُراب قدمَيك يتبَرَّكون به!». وكحديث المنزلة في غُزاة تبوك، وحديث الغدير والثقلين في حِجّة الوداع، وقد شهدَها مائة ألفٍ أو يَزيدون، وحديث سدِّ الأبواب الشارعة في المسجد إلّا بابَه، وكمؤاخاته له صلّى الله عليهما بمحتَشَدٍ من الصحابة. ومجيئُه صلّى الله عليه وآله إلى باب فاطمة في المسجد عند صلاة الفجر وقوله: «الصلاة أهل البيت «إنَّما يُريدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»»، ودُؤوبُه على ذلك ستّةَ أشهُرٍ أو سبعة عشر شهراً، كلُّ ذلك بملأٍ من المسلمين الحضور لصلاة الفجر في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله. وكتبليغ سورة براءة و... وهذا كلُّه ممّا يقتضي أن تمتلىءَ الدفاتر والطواميرُ بما تواتَر من فضائله وفواضله ومآثره وآثاره.
ولكن مرَّ عليها مراحل ثلاث: المرحلةُ الأُولى: مرحلةُ الإخفاء والكتمانِ، بل الجُحود والنُكران! وهذه المرحلةُ تبدأ بانتهاء حياة الرسول صلّى الله عليه وآله، فما أنْ لحِقَ النبيُّ صلّى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى إلّا والكتمان والجحود قد تسرَّبا إلى أشهَر فضائله ومناقبه عليه السلام! ومن ذلك حين جاؤوا به عليه السلام يُقاد للبَيعة كالجَمَل المخشوش قال: فإن لم أُبايع فَمَه؟ فقيل له: إذَن تُقتل والله! فقال: إذن تَقتلون عبدَ الله وأخا رسوله! فقيل له: أمّا عبدُ الله فنَعَم،أمّا أخو رسوله فلا!! فتراهم مِن أوّل يومٍ قاموا بإنكار ما شاهدوه ووَعوه فيه عن الرسول من قولٍ وفعل، ولم يقرّوا له بسوى أنّه عبدٌ من عباد الله ليس غير! وهكذا استمرَّت الحالُ معه حتّى تناسَوا فضله كلَّه، وتسرَّب الرَيبُ أو الجهل إلى أظهر فضيلةٍ له عليه السلام! حتّى سأل رجلٌ البَرّاء بنَ عازِب، فقال: يا أبا عمّار! أشَهِدَ عليٌ بدراً؟! قال: حقّاً.1
ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام من تاريخ دمشق: رقم 191.
وبلغ الحال إلى أن نرَى الصحابةَ يسألون عن عليٍّ هل شهِدوا له منقبةً؟! فقد أخرج ابنُ عساكر2
المصدر السابق: رقم 278.
عن الحارث بن مالك، قال: أتيتُ مكّة، فلقِيت سَعدَ بنَ أبي وقّاص، فقلتُ: هل سمعتَ لعليٍّ منقبةً؟! قال: شهِدتُ له أربعاً، لأَنْ تكون لي واحدةٌ منهنّ أحبُّ إليَّ من الدنيا أُعَمَّرُ فيها مِثلَ عُمُرِ نوحٍ عليه السلام! فذكر تبليغ براءة، وسدّ الأبواب، والراية يومَ خَيبر، وحديثَ «من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه» بغدير خُمٍّ، وذكرالخامسة من مناقبه حديثَ «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»3
والخامسة من مناقبه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزا على ناقته الحمراء وخلّف عليّاً، فنفست ذلك عليه قريش، وقالوا: إنّه إنّما خلّفه أنّه استثقله وكره صحبتَه! فبلغ ذلك عليّاً، قال: فجاء حتّى أخذ بغرز الناقة، فقال عليّ: زعَمَت قريشُ أنّك إنّما خلّفتني أنّك تستثقلُني وكرِهتَ صحبتي! قال: بكى عليٌّ. قال: فنادى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم في الناس، فاجتمَعوا، ثمّ قال: أيّها الناس! ما منكم أحدٌ إلاّ وله حامة، أما ترضى يا ابنَ أبي طالبٍ أن تكونَ منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي؟ فقال عليٌّ: رضِيتُ عن الله ورسوله.
. وأخرج ابنُ عساكر أيضاً4
تاريخ ابن عساكر: رقم 565.
عن سهم بن حُصين الأسديّ، قال: «قدِمتُ إلى مكّةَ أنا وعبدالله بنُ علقَمَة، وبها أبو سعيدٍ الخُدريُّ - وكان عبدالله بنُ علقمةَ سبّابةً لعليٍّ دهراً! - قال: فقلتُ له: هل لك في هذا - يعني أبا سعيدٍ الخُدريّ - نحُدِثُ به عهداً؟ قال: نعم، قال: فأتيناه، فقال له: هل سمِعتَ لعليٍّ منقبةً؟! قال: نعم! فإذا أنا حدّثتُك فسَل عنها المهاجرين والأنصار وقريشاً؛ إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قام يومَ غدير خُمٍّ فأبلغ، ثمّ قال: «أيّها الناس! أوَلستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى - قالها ثلاثَ مَرّات - ثمّ قال: «أُدْنُ يا عليّ!» فرفع رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم يديه حتّى نظرتُ إلى بياض آباطهما، قال: «من كنتُ مَولاه فعليٌّ مولاه» ثلاثَ مرّات. قال: فقال عبدالله بنُ علقمة: «أنت سمعتَ هذا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟!»، قال أبو سعيد: «نعم» وأشار إلى أُذُنيه وصدرِه، وقال: «سمعَتهُ أُذُنايَ ووعاهُ قلبي»5
أخرجه ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق بطريقين.
. فتراهم يتعجّبون إذا سمعوا له بمنقبةٍ، ولا يكادون يصدّقون الصحابيَّ حتّى يحلِفَ لهم أو يؤكّد لهم بأنّه سمعه بأذُنيه ووعاه قلبُه وسل عن ذلك من شئتَ من المهاجرين والأنصارِ وقريشاً! فمثل سعيد بن المسيِّب يسمعُ حديث المنزلة مِن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، فلا يؤمن به حتّى يراجع سعداً نفسَه! فيما أخرج مسلمٌ عن سعيد بن المسيِّب، عن عامر بن سعدٍ، عن أبيه سعد: سمع النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم يقول لعليٍّ : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنَّه ليس بعدي نبيٌّ». قال سعيد: «فأحببتُ أن أُشافِه بذلك سعداً، فلقيتُه فذكرتُ له ما ذكر لي عامرٌ»، قال فوضع إصبعَيه في أُذُنَيه، ثمّ قال: «استكتا إن لم أكن أسمعه من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم»6
يأتي في الفضائل برقم 201 وراجع رقم 79.
. وفي لفظ أحمد في المسند عن قتادة وعليّ بن زيد بن جُدعان، قالا: حدَّثنا ابنُ المسيّب، حدّثني ابنٌ لسعد بن مالك حديثاً عن أبيه قال: فدخلتُ على سَعْدٍ، فقلتُ: حديثاً حدَّثتُه عنك حين استخلف رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عليّاً علَى المدينة. قال فغضب فقال: «من حدّثك به؟»، فكرهت أن أخبرَه أنّ ابنَه حدّثنيه فيغضب عليه!! ثمّ قال: «إنّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم حين خرج في غزوة تبوك استخلف عليّاً علَى المدينة، فقال عليٌّ: يا رسولَ الله! ما كنتُ أحبُّ وجهاً إلاّ وأنا معك، فقال: أوَما ترضى أن تكونَ منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبيَّ بعدي»7
المسند: 3 / رقم 1532.
. وفي لفظ ابن عساكر: فأحببتُ أن أُشافِهَ بذلك سعداً، فلقيتُه فسألتُه عمّا ذكر لي، فقال: «نعم، سمعتُه»، قال فقلت: «أنت سمعتَه؟!»، فأدخل إصبعَيه في أُذُنَيه، فقال: «نَعَم وإلاّ فاستَكَّتا!». وفي لفظٍ آخر: قال سعيد: فلَمْ أرضَ بقول إبراهيمَ حتّى لقيتُ سعداً، فقلتُ: «أنت سمعتَه من رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم؟» فقال: «نعم، وإلاّ فاصطَكَتا». وفي حديث الزُهريّ عن عامر بن سعدٍ قال: إنّي لَمَع أبي إذ تبعَنا رجلٌ في نفسه على عليٍّ بعضُ الشيء، فقال: «يا أبا إسحاق! حديثٌ يذكر الناسُ عن عليّ»، قال : «وما هو؟»، قال: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»، قال: «نعم، سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لعليٍّ... ما يُنكر أن يقولَ لعليٍّ هذا وأفضل من هذا!». أخرجه ابنُ عساكر: رقم 374. وأخرج ابنُ عساكر عن جابر بن يزيدَ الجُعْفيِّ عن عبدالله بن يحيَى الحَضرَميّ قال: سمعتُ عليّ بنَ أبي طالبٍ علَى المنبر يقول: «صَلَّيتُ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم سنينَ صلاةً قبلَ أن يُصلّي معه أحدٌ»، فقلت لعبدالله بن يحيى: «وإلاّ فصُمَّت أُذُناك» ثلاثاً، قال: «وإلاّ فصُمَّت أُذُناي»! ونشاهد الكتمانَ لنُصوص الخِلافةِ حتّى من سعد بن عُبادَةَ الذي قاوم ولم يُبايع لأحدٍ، وما كان لأحدٍ عليه سلطانٌ. فقد ذكر الجَوهريُّ في كتاب السقيفة، قال: حدّثني أبو الحسن عليُّ بن سليمان النَوفَليّ، قال: سمِعتُ اُبَيّاً يقول: ذكر سعدُ بنُ عُبادة يوماً عليّاً بعد يوم السقيفة، فذكر أمراً من أمره - نسيه أبو الحسن!! - يوجب ولايتَه، فقال له ابنُه قيس بنُ سعدٍ: «أنت سمِعتَ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم يقولُ هذا الكلامَ في عليِّ بن أبي طالبٍ، ثمّ تطلُبُ الخلافةَ ويقول أصحابُك: منّا أميرٌ ومنكم أمير؟! لا كلَّمتُك والله من رأسي بعدَ هذا كلمةً أبداً!»8
ابن أبي الحديد: 6/44.
. وهذا عبدالله بن عمر يسألُه السائلُ عن عليٍّ؟ فما هو الجواب؟ ليس له جوابٌ عند ابنِ عُمر إلّا قوله: «أمّا عليٌّ فهذا بيتُه، لا أحدِّثك عنه بغيره»9
يأتي في الفضائل برقم134.
. كأن لم تكن لعليٍّ منقبةٌ سوى جِواره لرسول الله صلّى الله عليه وآله، وسدِّه أبواب الصحابة والقرابة إلاّ بابه. وهذه أمُّ المؤمنين عائشة، لم تطِب نفساً أن تذكرَ عليّاً بخيرٍ، حتّى بمقدار أنَّ الرسول صلّى الله عليه وآله قد اتّكأ عليه في خُطواتٍ يسيرة، فتكتُم اسمَه عندما تقول: «لمّا مرِضَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتِ مَيمونة، فاستأذن نساءَه أن يُمَرّضَ في بيتي فأُذن له، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم معتمِداً علَى العبّاس وعلى رجلٍ آخَرَ ورِجلاهُ تَخُطّان في الأرض». وقال عبيدُ الله: فقال ابنُ عباس: «أتدري مَن ذلك الرجل؟ هو عليُّ بنُ أبي طالبٍ، ولكنَّ عائشةَ لم تطب نفساً أن تذكرَ عليّاً بخيرٍ»10
أخرجه البيهقيُّ في السنن: 1 / 31، إلى قوله: (أن تذكرَ عليّاً) وحَذَف كلمةَ (بخيرٍ) فقط. وأخرجه أحمد في المسند: 6 /34، إلى قوله: (لم تطب نفساً) وحَذَف الباقي فجعله مَبتوراً. وأخرجه البخاريُّ في الصحيح إلى (في الأرض) وحَذَف (وقال عبيدُ الله...) إلى آخره. هذا ولو فرضنا أنّ ابنَ عبّاس أيضاً لم يصرِّح بذلك فإنّ تكنيتَها عن اسم عليٍّ تدلّنا عليه! مسند أحمد: 6 / 34، تاريخ الطبري: 3 / 189، سنن البيهقي: 1 / 31، ابن ابي الحديد: 13 / 28، فتح الباري: 2 / 123 ، الجامع المسند لأبي حفص عمر بن محمَّد بن بجير، الجزء الثلاثون ، الورقة 3.
. وفي روايةٍ لأحمد: «ولكن عائشة لا تطيب له نفساً»11
مسند أحمد: 6 / 228 - 229.
. ذكر الشَعبيُّ في كتاب الشورى ومقتل عثمان عن جُندَب بن عبدالله، قال: «فانصرفتُ (بعد مبايعة عثمان) إلَى العِراق، فكنتُ أذكرُ فضلَ عليٍّ علَى الناس، فلا أعدَمُ رجلاً يقول لي ما أكره! وأحسن ما أسمعه قولُ من يقول: «دَع عنك هذا وخُذ فيما ينفعُك»!، فأقول: إنَّ هذا ممّا ينفعُني وينفعُك، فيقوم عنّي ويدَعُني»12
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 58.
. فكان الرجل إذا أراد أن يُحدّث بفضيلةً لعليٍّ جسَّ جليسَه قبل الحديث؛ فعن كثير النَّواءِ عن جَميع بن عُمير، قال: «يسرُّك أن أحدِّثَك عن عليٍّ؟!»، قلتُ: «نعم»، قال: «إنّا جُلوسٌ عند رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم إذ قال: لأعطينَّ الرايةَ غداً رجلاً يُحبُّ الله ورسولَه ويحبُّه الله ورسولُه...»، ثمّ قال: «أحدّثُك عن عليٍّ؟»، قلتُ: «نعم»، قال: «آخى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه... فقال: أما ترضى أن أكون أخاك؟ قال: بلى، قال: فأنت أخي في الدنيا والآخرة». قال فقلت: «فأنت تشهدُ بهذا علَى ابن عمر؟»، قال: «نعم»، قال: «فشهدتُ ثلاثَ مرّات بالله الذي لا إله إلاّ هو لَسَمِعتُه من ابن عمر»!13
أخرجه الحافظ ابن عساكر برقم 246.
. وأخرج ابنُ أبي شيبةَ في المصنَّف، وعنه أبو يَعلى في المسند، وابنُ جَريرٍ الطَبَريّ14
المصنّف: 12/68 رقم 12141، مسند أبي يعلى: 11/307، وأخرجه ابنُ جَريرٍ الطَبَريُّ في كتابه في الغدير، رواه عنه ابن كثير في تاريخه: 5/213.
بإسنادهم عن يزيدَ الأوْديِّ، قال: دخل أبو هريرةَ المسجدَ فاجتمع إليه الناسُ، فقام إليه شابٌّ فقال: «أنشدك بالله! سمعتَ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم يقول: من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللّهُمّ والِ من والاهُ وعادِ من عاداه؟»، قال فقال: «إنّي أشهدُ أنّي سمِعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم يقول: من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه، اللّهُمّ والِ من والاهُ وعادِ من عاداه». وجاء رجلٌ زيدَ بنَ أرقَمَ، فقال: «أنشدُك بالذي لا إله إلاّ هو! سمعتَ رسولَ الله يقول: من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاه، اللّهم والِ من والاهُ وعادِ من عاداه؟!»، قال: «نعم». ولمّا أفضت الخلافة إلى عليٍّ عليه السلام، كان يأمر الصحابةَ أن يُحدّثوا الناس بما سمعوا فيه، وكان يأمر الناسَ بسؤالهم، وكان هو يُناشدُهُم فضائلَه؛ فقد روَى القاضي المَحامِليُّ في المجلس الخمسين من أماليه15
كتاب الشورى، مصوَّرة مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام: المجموع 2568 الورقة 125.
: عن عليٍّ قال: كان عنده نفرٌ ممّن بايع رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم، فقال: «حدِّثوا هؤلاءِ بما سمِعتُم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم». قالوا: «سمِعنا رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم يقول: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى». والعجب أنّ الإخفاءَ والكتمان قد بَقِيا نافِذَي المفعول حتّى في هذا العهد، عهدِ حكم عليٍّ، فقد ناشد عليه السلام أصحابَ رسول الله صلّى الله عليه وآله بحديث الغدير في رَحبَة مسجد الكوفة تارةً، وعلَى المِنبر تارةً أُخرى، وفي كلِّ مرّةٍ يقومُ طائفةٌ فيشهدون بما سمعوا ويبقى طائفةٌ على كِتمانهم! وأعجب من ذلك أنَّ عليّاً يُحدّثُهم عن رسول الله صلّى الله عليه وآله بحديث قتل الخوارج، ويقول: «لولا أن تبطَروا لأنبأتُكُم بما وعَدَ الله الذين يُقاتلونَهم على لسان محمَّدٍ». فيُقال له: «أنت سمعتَه من محمَّدٍ؟»! فيقول: «إي وربِّ الكعبة، إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة»! يأتي في الفضائل برقم 168. وراجع رواية أحمدَ والتِرمَذيِّ والقاضي المَحامِليّ من طريق شُعبة حديثَ الغدير عن أبي سريحة أو زيد بن أرقَم، وقولَ سعيد بن جُبَير: «وأنا قد سمعتُ مثلَ هذا عن ابن عبّاس»، وقول شُعبَة كِتمانَ زيد ابن أرقَمٍ للحديث، يأتي في الفضائل برقم 82. وكان جواب ابن عَيّاش الزرقيّ حين سُئل عن عليٍّ: «إنَّ لنا أخطاراً وأحساباً...»، راجعه في الفضائل برقم 99. وبلغ به الحالُ إلى أن يُقالَ عنه عليه السلامُ: إنّما أزريَ بأبي موسى اتّباعُه عليّاً! راجع الفضائل رقم 100؛ فلم يجدوا في أبي موسى ما يشينُه سوى اتّباعه عليّاً! وهذا عَطيّة العَوفي يحدّثه خَتَنُه عن زيد بن أرقَمَ بحديث الغدير، فلا يَكاد يُصدّق به حتّى يتثبّتَ فيه بمراجعة زيدٍ نفسِه، يقول: أتيتُ زيد بنَ أرقَمَ، فقلتُ له: إنّ خَتَناً لي حدّثني عنك بحديثٍ في شأن عليٍّ يومَ غدير خُمٍّ، فأنا أحِبُّ أن أسمعَه منك!»، فقال: «إنّكم معشرَ أهلِ العِراق فيكم ما فيكم!»، قلتُ له: «ليس عليك منّي بأس!»، قال: «نعم، كُنّا بالجُحفَة، فخرج رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم...». أخرجه أحمد في المسند: 4/368، والفضائل برقم 116. وهناك بخس الحقوق وتحكّم الأهواء والتلاعُب بالكتاب والسنّة والتاريخ. قال معمرٌ: سألتُ الزُهْريَّ: «مَن كان كاتبَ الكتابِ يومَ الحُديبيّة؟»، فضحِكَ وقال: «هو عليٌّ، ولو سألتَ هؤلاء قالوا عثمان»، يعني بني أُميّة! يأتي في الفضائل برقم 124. وسأل رجلٌ زيد بنَ أرقمَ وهم ينتظرون جنازةً: «أسمِعتَ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم يقول يومَ غدير خُمّ...؟!»، قال: «نعم!»، ثمّ يؤكّد عليه رجلٌ آخَرُ: «أقالَها رسولُ الله؟!»، يسألُه أربعَ مرّات!! فيقول: «نعم». الفضائل: 170. وهذا منصورٌ يسألُ شريكاً عن حديثٍ في فضل عليٍّ، فيأبى عليه أن يحدِّثَه حتّى إذا جَرَت المعرفةُ بينهما، حدّثه عن رِبعيٍّ عن عليٍّ قال: اجتمعَت قريش إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم فيهم سُهيل بنُ عمروٍ، فقالوا: «يامحمَّد! إنّ قوماً لحقوا بك فاردُدهم علينا!»، فغَضِب حتّى رُئي الغضبُ في وجهه، ثمّ قال: «لتنتهنّ يا معشر قريش أو ليبعثنّ الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبَه للإيمان، فيضرب رقابَكم علَى الدين؟» قيل: «يارسول الله أبوبكر؟»، قال: «لا»، قيل: «فعمر؟»، قال: «لا، ولكن خاصف النعل في الحجرة». فاستفظع الناس ذلك في عليٍّ!! فقال: أما إنّي سمعته يقول: «لا تكذبوا علَيّ». يأتي في الفضائل: 227. وهذا سعيد بنُ جُبَيرٍ يسألُه مالك بنُ دينارٍ عن حامل راية النبيِّ صلّى الله عليه وآله فينظرُ إليه ويقول : «كأنّك رخيُّ البال!» فيشكوه مالك إلى إخوانه القرّاء فيقولون له :«خاف الحجّاج، كان حاملها عليٌّ». المستدرك: 3/137، الفضائل:رقم 285. أرسل معاويةُ إلى عمروٍ: لقد أفسدْتَ عليَّ أهلَ الشام، أكلُّ ما سمِعتَ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تقولُه؟»، فقال عمرو: «قلتُها ولستُ أعلم الغَيب، ولا أدري أنّ صفّين تكونُ! قلتُها وعمّار يومئذٍ لك وليٌّ، وقد روَيتَ أنت فيه مثلَ ما رويتُ». فغضِب معاويةُ وتنمّر لعمروٍ وعَزَم على منعه خيرَه. ابن أبي الحديد: 8/27 عن وقعة صفّين لنصر، وراجع ص 64. وكان معاويةُ يكتب فيما ينزل به، ليسألَ له عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذلك، فلمّا بلغه قتلُه قال: «ذهب الفقهُ والعِلم بموت ابن أبي طالبٍ»! فقال له أخوه عُتبة: «لا يسمع هذا منك أهلُ الشام!»، فقال له: «دَعني عنك». الاستيعاب: 3 / 1108، في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام. ولم يأتِ على وفاة النبيِّ صلّى الله عليه وآله سلّم ثلاثون سنةً إلاّ أُعلنَ بسبِّ أخيه وصِهره ووصيِّه وأوّلِ من آمن به وجاهد دونه! وذلك في دولة المنافقين وبأمرٍ من رئيسها فضلاً عن أن يُذكرَ بخيرٍ أو يُحدّث له بفضيلةٍ. واستمرَّ هذا الكَبتُ والإرهاب، ودام لعنُه على منابرَ قامت بجهاده وجهوده، وسبُّهُ على رؤوس الأشهاد طيلةَ أكثر من قرنين، وكان يشتدُّ يوماً فيوماً حتّى سمِعَت أذُنُ الدنيا قولَ عبد الملك بن مروانٍ لعليّ بن عبدالله بن عبّاس: «لا صبرَ لي علَى اسمِك وكُنيتك»! إذ كان يجمعُ بين اسم عليٍّ وكنيته، فاضطرَّه إلى تغيير كنيته! حِليةُ الأولياء: 3 / 207. نَعَم، سلبوه محاسنه كلَّها حتّى امتدَّت أيديهم إلى إسلامه أيضاً! فقد روى أبو هلالٍ العسكريُّ في كتاب الأوائل16
ورواه الحاكم الحَسكانيُّ في شواهد التنزيل برقم 130.
قصّةَ إحضار الحَجّاج للحسن البصريِّ وفيها: قال: فاستوى الحَجّاجُ فقال: «ما تقول في أبي تراب؟»، قال: «من أبو تراب؟»، قال: «ابنُ أبي طالب»، قال: أقول: «إنّ الله جعله من المُهتدين»، قال: «هاتِ بُرهاناً»!! قال: «قال الله تعالى: «وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها...» إلى قوله: «وَإنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إلّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى الله»، فكان عليٌّ أوّلَ مَن هدى الله مع النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم». قال: «رأيُ عِراقيٍّ»! قال: «هو ما تَسمع»، ثمّ خرج. وذكر أبو جعفرٍ الإسكافيُّ في نقض العثمانيّة17
نقض العثمانيّة: 293، ورواه ابنُ أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 3 / 258 و 13 / 231.
أنّ رجلاً قال للحسن البصريّ: «ما لنا لا نَراك تُثني على عليٍّ وتُقَرِّظه؟!»، قال: «كيف وسَيفُ الحَجّاج يَقطُرُ دماً؟ إنّه أوّلُ مَن أسلم وحَسْبُكم بذلك». وأخرج السِلَفيُّ في الطُيُوريّات [ص 748، 11م] عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن عليٍّ ومعاوية، فقال: «إعلم أنّ عليّاً كان كثيرَ الأعداء، ففتَّش له أعداؤه [عيباً] فلم يجِدوه، فجاؤوا إلى رجلٍ قد حاربه وقاتله، فأطرَوهُ كَيداً منهم له!»18
وأورده ابنُ حجر في الصواعق: 76.
. وهبنا ما اعترفنا له بالوصاية والإمامة، أوَلَيس هو خليفةً من الخلفاء يُسبُّ جِهاراً ويُلعنُ عَلانيةً ويُشتمُ حَنَقاً وغَيظاً علَى ابن عمّه صاحب الرسالة!19
المستدرك: 3 / 121 [ أحاديث رواها الحاكم تُثبت إشاعة سبّ أميرالمؤمنين آنذاك جهراً وعلانية].
. وهبنا لم نعترف بخلافته أيضاً، أليس هو صحابيّاً قُرَشيّاً مُهاجريّاً بَدريّاً عَقبيّاً؟ هَلّا تمتّع بما يَتمتَّعُ به آحادُ من له صُحبةٌ ممّن أدرك النبيَّ صلّى الله عليه وآله أو رآه من الصيانة والحصانة؟ وهلّا حالَ دونَه ذاك السِياجُ الحديديُّ المضروب حول الصحابة من أن يُمسّوا بسوءٍ أو يُذكر ما حدث عنهم أو شجر بينهم مهما كلّف الأمر. ولو أغضينا النظر عن صحبته أيضاً، أليس هو مسلماً يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخِر، وسِبابُ المؤمن فُسوق؟! نرى معاويةَ يقول لسعد بن أبي وقّاص: «ما يمنعُك أن تسُبَّ أبا ترابٍ؟»، كأن لم يكن هناك أيُّ وازعٍ ومانعٍ من سبّه! وهذا أيضاً لايكفي بل كان هناك ما يَفرُض سبَّه على كلّ أحدٍ فيستنكرُ على سعدٍ ويستفسرُه متعجّباً منه، كيف لا يسُبُّ أبا ترابٍ وما الذي يمنعه دونه؟! قال ابن أبي عاصمٍ في الآحاد والمثاني:20
الآحاد والمثاني: 1 / 152 رقم 189.
قال الزُهْريُّ: دخلتُ الشام وأنا أريد الغزو، فأتيتُ عبدَ الملك بن مروانٍ لأُسلّمَ عليه، قال: فوجدتُه في قُبّةٍ على عرشٍ تقرُبُ من القائم أو تفوقُ القائمَ والناسُ تحتَه سِماطان، فسلّمتُ ثمّ جَلَست. فقال لي: «يابن شِهاب! أتَعْلمُ ما كان في بيت المقدس صباحَ قُتل عليُّ بن أبي طالب؟»، قلتُ: «نعم»، قال: «هَلُمّ!»، فقُمتُ مِن وراء الناس حتّى أتيتُ خلفَ القُبّة فحوّل إليَّ وجهَه وانحنى عليَّ، فقال: «ماكان؟»، قلتُ: «لم يُرفَعْ حجرٌ من بيت المقدس إلّا وُجد تحته دَمٌ»، فقال: «لم يبقِ أحدٌ يعلمُ بهذا غيري وغيرُك، فلا يَسمعنَّ هذا منك أحد»! قال: فما حدّثتُ به حتّى توفّي. هكذا، ولو قُدّر أنّ الزُهريَّ توفّي قبلَه لَما وصل إلينا هذا الخبرُ وربّما لا يعدم هذا لآلاف النظائر!21
ابن عساكر: 4 / رقم 137، المستدرك للحاكم: 3 / 113، جواهر المطالب للباعوني: 96 [2 / 98]، نظم درر السمطين: 148، سمط النجوم العوالي: 2 / 511 عن ابن الضحّاك في الآحاد والمثاني.
. هذا شأن رجال السياسة وقد دام هذا الاضطهاد والكَبْت أكثرَ من قرنين، فلا تحسب أنّ ذلك انتهى بانتهاء الحكم الأمويّ، بل مازالَ مستمرّاً في العهد العبّاسيّ بشكلٍ أفظع، إلى أن انتهت هذه المرحلةُ وتطوَّرَت بصورةِ المرحلة الثانية، ويأتي الكلامُ عليها. فهذا هارون يقول : «لا يُثبت أحدٌ خلافة عليٍّ إلّا قتلتُه»! تاريخ الخطيب: 5 / 244، الوافي بالوفيات: 2 / 316. وهذا نصر بنُ عليٍّ الجَهضَميُّ حدَّث بحديثٍ في فضل عليٍّ، فأمر المتوكِّلُ أن يُضرب ألْفَ سَوط!. لو ارتكب شُربَ الخمر أو الزِنا أو أعظمَ كبيرةٍ من معاصي الله لكانت عقوبتُه لم تبلُغ العُشرَ من معاقبته علَى التحدُّث بمنقبةٍ لعليّ بن أبي طالب!! وحدّث الزبير بنُ بَكّار، عن محمَّد بن سلّام، عن عَمرو بن عُبيد، قال: كنّا جلوساً عند الحسن بن أبي الحسن البصريّ إذ أتاه رجل، فوقف على رأسه، فقال له: «يا أبا سعيد! إنّك سُئلتَ عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه فقلتَ: لو كان في المدينة يأكل من حَشَفِها وتمْرها كان خيراً ممّا صنع!»، فرفع رأسه إليه فقال: «ابنَ أخي! كلمة باطل حقَنتَ بها دمي! أما والله فقدتُموه سهماً من سِهام الله صائناً لعدوّ الله، ليس بالسَروقة لمال الله ولا بالنؤمة عن أمر الله، ربّانيُّ هذه الأمّة في عِلمها وفضلها وقِدَمها، أعطَى القرآن عزائمَه فيما عليه وله، حرّم حرامَه وأحلّ حلاله حتّى أورده ذلك على رياضٍ مونِقة وحدائقَ مُغدقة، ذلك عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه، يا لُكَع!»22
ورواه أبو نُعيمٍ في حِلية الأولياء: 1 / 84 بإسنادٍ آخَر عن عَنبَسة النحويِّ قال: «شهدتُ الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجلٌ من بني ناجية فقال: يا أبا سعيد...».
. الموفَّقيّات: 16 - الورقة 20. فلا عجبَ من رجال السياسة إذا استعملوا القوَّةَ والسَيفَ في إخفاء فضائلِ عليٍّ ومحوِ ذكره، ولكنّ العجبَ من الناس ومُلاحقتهم مَن حدّث بمنقبةٍ لعليٍّ وعِتابهم له ذلك العتابَ المُمضّ!
وإليك نماذج من ذلك:
الأعمش والمنصور: كان الأعمشُ من صِغار التابعين، أدرك بعضَ الصحابة وروى عنهم، وأخذ من كبار التابعين، وروى عنهم في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام حديثاً كثيراً، فلا غروَ إذا كان له سِفرٌ كبيرٌ في مناقبه عليه السلام. فقد أخرج ابنُ المَغازليِّ - المشتهِر بابن الجَلّابيّ - في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام برقم 188، بإسناده عن عُمر بن شَبَّة عن المَدائنيّ، وبإسنادٍ ثانٍ عن الحسن بن عَرَفة عن أبي معاوية عن الأعمش، وبإسنادٍ ثالثٍ عن سليمان بن سالمٍ عن الأعمش. وأخرج ابنُ العديم في بغية الطلب: 8 / 3546، عن أربعةٍ من مشايخه بإسنادٍ آخر عن محمّد بن خَلَف بن صالح التَيميِّ عن الأعمش، وأوجز اللفظَ ولم يَسُقهُ بتمامه. وأخرج القاضي نُعمان المصريّ في شرح الأخبار: 2 / 373 رقم 734. وأخرج أخطَبُ خَوارزم في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام23
وقد أخرجه في كتابه مقتل الحسين عليه السلام: 1 / 111 بهذا الإسناد أيضاً مقتصراً على قسم من الحديث ممّا يخصُّ الحسن والحسين عليهما السلام. وأورده المرزبانيُّ في المقتبس، والحافظ اليَغموري في نور القبس المختصر من المقتبس: 251 موجزاً.
برقم 279، في الفصل التاسع عشر منه بإسنادٍ آخَر عن جرير بن عبد الحميد الضَبّي عن الأعمش، قال: وجَّهَ إليَّ المنصور! فقُلتُ للرسول: «لِما يُريدني أميرُالمؤمنين؟!»، قال: «لا أعلم». فقلت: «أبلِغْه أنّي آتيه». ثمّ تفكّرتُ في نفسي فقلت: ما دعاني في هذا الوقت لخيرٍ، ولكن عسى أن يسألَني عن فضائل أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب، فإنْ أخبَرتُه قتلني!! قال: فتطهّرتُ ولبِستُ أكفاني وتحنّطتُ، ثمّ كتبتُ وصيّتي ثمّ صِرتُ إليه، فوجدتُ عنده عمرو بنَ عُبيد، فحمدتُ الله تعالى على ذلك وقلت: «وجدتُ عنده عونَ صدقٍ من أهل النُصرة»، فقال لي: «ادنُ يا سليمان»، فدنوتُ، فلمّا قربتُ منه أقبلتُ على عمرو بن عُبيدٍ أُسائلُه، وفاح منّي ريحُ الحُنوط، فقال: «يا سليمان، ما هذه الرائحة؟! والله لتَصدُقني وإلّا قتلتُك!» فقلتُ: «يا أميرالمؤمنين، أتاني رسولُك في جوف الليل، فقلتُ في نفسي ما بعث إليّ أميرالمؤمنين في هذه الساعة إلّا ليسألَني عن فضائل عليٍّ، فإنْ أخبرتُه قتَلني! فكتَبتُ وصيّتي ولبِستُ كَفَني وتحنَّطت». فاستوى جالساً وهو يقول: «لا حولَ ولا قوّةَ إلّا بالله العليّ العظيم»، ثمّ قال: «أتدري يا سليمان ما اسمي؟»، قلت: «عبدالله الطويل بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس بن عبد المطّلب»، قال: «صدَقتَ، فأخبِرني بالله وبقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وآله، كم رويتَ في عليٍّ من فضيلة؟ من جميع الفقهاء كم يكون؟»، قلت: «يسيرٌ يا أميرالمؤمنين». قال: «على ذاك». قلتُ: «عشرةُ آلاف حديثٍ وما زاد». قال فقال: «يا سليمان، لأحدّثنَّك في فضائل عليٍّ حديثين، يأكلان كلَّ حديثٍ رويتَه عن جميع الفقهاء! فإن حلفتَ لي أن لا ترويهما لأحدٍ من الشيعة حدّثتُك بهما»!، قلت: «لا أحلِف ولا أُخبر بهما أحداً منهم»، فقال: «كنتُ هارباً من بني مروان، وكنت أدور البُلدان أتقرّبُ إلى الناس بحبِّ عليٍّ وفضائلِه، وكانوا يؤوونني ويُطعمونني...»24
الحديث طويلٌ لا يحتمله المقام. فمَن أراده فليراجع مناقبَي ابن المَغازليّ والخوارزميّ المطبوعَين غيرَ مرَّة.
.
الأعمش وأبوحنيفة: وأخرج الكلابيُّ - المتَوفّى سنة 396 - في مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام في الحديث رقم 3، بإسناده عن شريك بن عبدالله قال: كنتُ عند الأعمش - وهو عليل - فدخل عليه أبو حنيفة وابنُ شَبرَمَة وابنُ أبي لَيلى، فقالوا: «يا أبا محمّد، إنّك في آخِر أيّام الدنيا وأوّل أيّام الآخِرة، وقد كنتَ تُحدّث في عليّ بن أبي طالبٍ بأحاديث، فتُب إلى الله منها»! قال: «أسندوني أسندوني»، فأُسند. فقال: «حدَّثنا أبو المتوكّل الناجي عن أبي سعيدٍ الخُدريّ، قال: قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: إذا كان يومَ القيامة قال الله تبارك وتعالى لي ولعليٍّ: ألقيا في النار مَن أبغضَكما، وأدخِلا في الجنّة من أحبَّكما، فذلك قول الله تعالى: ﴿ألقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيد﴾25
سورة ق الآية 23.
». قال: قال أبو حنيفة للقوم: «قوموا لا يجيءُ بشيءٍ أشدّ من هذا!». وأخرجه الحاكمُ الحسكانيُّ في شواهد التنزيل برقم 895 بسندَين. ورواه الكُردُريُّ في كتاب مناقب أبي حنيفة!!: 2 / 6. ورواه الشيخ أبو جعفرٍ الطوسيُّ في الجزء الثاني من أماليه: 241، بإسنادٍ آخَر ولفظٍ أطول ممّا تقدّم، فروى عن شريك ابن عبدالله القاضي قال: حضرتُ الأعمش في علّته التي قُبض فيها، فبينا أنا عنده إذ دخل عليه ابنُ شبرمة وابنُ أبي لَيلى وأبو حنيفة، فسألوه عن حاله، فذكر ضَعفاً شديداً، وذكر ما يتخوّف من خطيئاته، وأدركته ذمّة فبكى. فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: «يا أبا محمّدٍ اتَّقِ الله وانظُر لنفسك، فإنّك في آخِر يومٍ من أيّام الدنيا وأوَّل يومٍ من أيّام الآخِرة، وقد كنتَ تحدّث في عليّ بن أبي طالبٍ بأحاديثَ، لو رجعتَ عنها كان خيراً لك» !! قال الأعمش : «مثل ماذا يا نُعمان؟!» ، قال : «مثل حديث عَبايَة (أنا قسيم النار)». قال: أوَلِمثلي تقولُ يا يهوديّ؟! أقعِدوني، سنّدوني، أقعِدوني. حدَّثَني - والذي مصيري [إليه] - موسى بنُ طَريف - ولم أرَ أسديّاً كان خيراً منه - قال: سمعتُ عَبايَة بنَ رِبعي - إمام الحَيّ - قال: سمعتُ أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: «أنا قسيم النار، أقول: هذا وليّي دَعيه، وهذا عدوّي خُذيه». وحدَّثني أبو المتوكّل الناجي في إمرة الحجّاج، وكان يشتِمُ عليّاً مُقذِعاً!! - يعني الحَجّاج لعنه الله - عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «إذا كان يومَ القيامة يأمُر الله عزَّ وجلَّ، فأقعُدُ أنا وعليٌّ على الصراط، ويُقال لنا: أدخِلا الجنّةَ من آمن بي وأحبَّكما، وأدخِلا النارَ مَن كَفَر بي وأبغضكما». قال أبو سعيد: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «ما آمَنَ بالله مَن لم يؤمن بي، ولم يؤمن بي مَن لم يتولَّ - أو قال لم يُحبَّ - عليّاً» وتلا: «ألقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفّارٍ عَنِيد ». قال: فجعل أبو حنيفة إزارَه على رأسه، وقال: «قوموا بنا لا يجيئنا أبو محمّد بأطَمَّ من هذا». وأورده بطوله الحافظ ابنُ شَهرآشوب - المتوفّى سنة 588 - في كتابه مناقب آل أبي طالب: 2 / 157، عن كلٍّ من شريك القاضي وعبدالله بن حمّاد الأنصاريّ. ثمّ قال: وفي رواية غيرهما: وحدّثني أبو وائل26
قائلُ حدَّثني هو الأعمش.
، قال حدّثني ابنُ عبّاس، قال: قال رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلّم]: «إذا كان يوم القيامة يأمرُ الله عليّاً أن يقسّمَ بين الجنّة والنار، فيقول: خُذي ذا عدوّي، وذَري ذا وليّي...». ورواه أبو سعيد محمّد بن أحمد بن الحسين الخُزاعيّ النيسابوريّ - من أعلام القرن الخامس - في كتابه الأربعين حديثاً: 18، والعِمادُ الطبريُّ في كتابه بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 49. أقول: ولا أظُنُّ أبا حنيفة لاحَقَ أحداً من أهل الكبائر والموبقات العظام في آخر لحظات حياته أو قبلها، فاستتابه ونصحه ووعظه وحذّره وأنذره. ولم يسجِّل لنا التاريخ أنّه وعظ أحداً من الفُسّاق، أهلِ العصيان والطغيان، أهل الخمور والفجور، أهل القتل والسفك والنهب والهتك، وما أكثرَهم في عهده من رُعاة وسوقة! ولم يُحدّثْنا التاريخ أنّه رَدَع أحداً من الكذّابين والوضّاعين المفترين على الله ورسوله، وما أكثرَهم في زمانه! وإنّما قصد الأعمش يستتيبُه من رواية أحاديثَ صحيحة ثابتةٍ رواها عن ثقاتٍ عنده، لا لشيءٍ سوى أنّها في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام! ولم يضعِّف أبو حنيفة الحديث، ولم يناقش في رواته، وإنّما عاتبه على نشر فضائلَ لأميرالمؤمنين عليه السلام!! وقد عانَى الأعمش وغيره من ذلك، ولم يَسلم من إيذاء المُرجئة ومُبغضي أميرالمؤمنين عليه السلام حتّى في آخِر لحظة من حياته وفي حالة احتضاره!! ولو كان المجال يسع، لعدّدتُ جماعةً من الكذّابين الوضّاعين الذين عايشهم أبو حنيفة وكانوا في عصره ومِصره، وهو ساكتٌ عنهم جميعاً. وهو لم يوبِّخ الأعمش على روايته عمّن ليس بثقة، وإنّما عاتبه على تحديثه بفضائل عليٍّ عليه السلام! قال الكُردُريُّ في الصفحة التاسعة من مناقب أبي حنيفة: وذكر أبو العلاء الحافظ أنّ الإمام قال للأعمش: «لو لا أنّه يثقُلُ عليك زيارتُنا لزُرناك أكثر من هذا!»، فقال: «إنّك تثقل عليَّ وأنت في بيتِك، فكيف إذا زُرتَني!». ويشهد لذلك ما أخرجه ابنُ عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخه برقم 448، بإسناده عن موسى الجُهَنيّ: جاءني عمرو بنُ قيسٍ الملائي وسفيان الثوري، فقالا لي: «تُحدّثُ هذا الحديث في الكوفة أنّ النبيَّ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعليٍّ: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى؟!». فلم يوبّخاه على روايته حديثاً ضعيفاً، وإنّما قصداه يعاتبانه على التحديث بفضائل أميرالمؤمنين عليه السلام!! علماً بأنّ حديث المنزلة حديثٌ صحيحٌ ثابتٌ بالإجماع متّفَقٌ عليه متواترٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، أخرجه الشيخان في الصحيحين وغيرهما من أصحاب الصحاح والمعاجم والسنن والمسانيد.
[أنس بن مالك ورواية حديث الطير:] ويشبهُ قصّةَ الأعمش ما فَعَله أنسُ بن مالك، فقد أخرجه الحاكم في المستدرك: 3 / 131، في روايته لحديث الطير: أخرج بإسناده عن ثابِتٍ البُنانيِّ أنّ أنس بنَ مالك كان شاكياً، فأتاه محمّد بن الحجّاج يعودُه في أصحابٍ له، فجرى الحديث حتّى ذكروا عليّاً رضيَ الله عنه، فتنقّصه محمّد بنُ الحجّاج!! فقال أنس: «مَن هذا؟! أقعِدوني»، فأقعَدوه، فقال: «يا ابن الحجّاج، لا أراك تَنَقَّصُ عليَّ بن أبي طالب، والذي بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم بالحقّ، لقد كنتُ خادم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم...». فذكر له حديث الطير، وفي آخِره: قال محمّد بن الحجّاج: «يا أنس، كان هذا بمحضرٍ منك؟»، قال: «نعم». قال: «أعطي بالله عهداً أن لا أتنقّص عليّاً بعد مقامي هذا، ولا أعلم أحداً يتنقّصه إلّا أشَنْتُ له وجهه».
[أبو حنيفة وحديث غدير خمّ:] عن محمَّد بن نَوفل بن عائذ الصَيرفيّ قال: كنتُ عند الهَيثم بنِ حبيبٍ الصيرفيّ فدخل علينا أبو حنيفة النُعمان بنُ ثابت، فذكرنا أميرَالمؤمنين عليه السلام، ودار بيننا كلامٌ في غدير خُمّ. فقال أبو حنيفة: «قد قلتُ لأصحابي: لاتقرّوا لهم بحديث غدير خُمٍّ فيَخصِموكم»!. فتغيّر وجهُ الهَيثم بن حبيبٍ الصَيرفيّ وقال: «لِمَ لاتقِرّون به! أما هو عندك يا نعمان؟» قال: «هو عندي وقد رويتُه»، قال: «فلِمَ لاتقرّون به وقد حدَّثَنا به حبيب بن أبي ثابتٍ عن أبي الطُفيل عن زيد بنِ أرقمَ أنَّ عليّاً نشد الناس في الرحبة من سمعه...» رواه مُسنداً الشيخُ المُفيد في أماليه: 26. ما هذه الملاحقة؟ ما هذا الجِدُّ في إطفاء نور الله؟ ما هذا السعيُ في إخفاء فضائل عليّ؟ ما هذه المكافحة الصارمة لسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله لئلّا يستدلَّ بهما الشيعة ولئلّا يتقوّى بها التشيُّع؟
[الحاكم النيسابوريُّ وفضائل معاوية:] والحاكمُ النيسابوريّ بعدَ تأليف المستدرك ورواية حديث الطير والغدير، لم يتمكّن من الخروج من داره بنيسابور، كَسَروا مِنبرَه ومنعوه من الخروج! قال أبو عبدالرحمن السُلَميُّ: دخلتُ على الحاكم وهو في داره لا يُمكنُه الخروج إلى المسجد من أصحاب أبي عبدالله ابن كَرّام، وذلك أنّهم كسروا منبرَه ومنعوه من الخروج! فقلت له: «لوخرجتَ وأملَيتَ في فضائل هذا الرجل - يَعني معاوية - لاسترَحتَ من هذه المِحنة»! فقال: «لايَجيءُ من قلبي، لايجيءُ من قلبي، لايجيءُ من قلبي!»27
[الخليفة لايحتملُ ذكرَ فضائل عليٍّ عليه السلام:] المُغيرة بنُ شُعبة والي الكوفة دعا صَعصَعة بنَ صوحان (وكان يُكثر ذكر عليٍّ) فقال: «وإيّاك أن يبلغَني عنك أنّك تُظهر شيئاً من فضل عليٍّ علانية، فإنّك لستَ بذاكر من فضل عليٍّ شيئاً أجهلُه بل أنا أعلم بذلك! ولكن هذا السلطان قد ظهر وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن نَدَع كثيراً ممّا أمرنا به ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بُدّاً ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقيّة، فإن كنتَ ذاكراً فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفي منازلكم سرّاً، وأمّا علانيّةً في المسجد فإنّ هذا لا يحتمله الخليفة لنا ولا يعذرنا فيه». تاريخ الطبري: 5 / 189 [4 / 144 ط بيروت]
[هذا والله رافضي:] إبراهيم بن عبد العزيز... يُعرف بشاذة بن عبدكويه الحَبّال، سكن المدينة... يروي عن يزيد بن هارون... قعد يحدّث فأملى فضائل أبي بكرٍ وعُمر، ثمّ قال لأصحابه: «بمن نبدأ بعُثمان أو بعَليّ؟»! فقالوا: «أوَ تشُكُّ في هذا؟! هذا والله رافضيّ!!» ذكر أخبار أصبهان: 1 / 176.
الأعمش وأهل السنّة: أخرج العُقيليُّ في الضعفاء الكبير: 3 / 416، في ترجمة عباية: حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال: حدّثنا الحسن بن عليّ الحلوانيُّ، حدّثنا محمّد بن داود الحداني، قال: سمعتُ عيسَى بن يونس يقول: ما رأيتُ الأعمش خضع إلاّ مرّةً واحدة، فإنّه حدَّثنا بهذا الحديث: «قال عليّ: أنا قسيم النار» فبلغ ذلك أهلَ السنّة فجاؤوا إليه، فقالوا: «أتحدّثُ بأحاديثَ تقوّي بها الرافضةَ والزيديّة والشيعة؟!». قال: «سمعتُه، فحدّثتُ به». فقالوا: «فكلُّ شيءٍ سمعتَه تحدّثُ به؟!»، قال: فرأيته خضع ذلك اليوم. ورواه ابنُ عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 246.
الأعمش والمرجئة: قال ابن عساكر: قال يعقوب28
يعقوب بن سفيان الفَسَويّ - المتوفى سنه 277 ه . - في المعرفة والتاريخ: 2 / 764.
وسمعت الحسن بن الربيع يقول: قال أبو معاوية: قلنا للأعمش: «لا تحدِّث هذه الأحاديث»! قال: «يسألوني فما أصنع؟». قال ابن عساكر: وقال: وكنّا يوماً عنده فجاء رجلٌ فسأله عن حديث قسيم النار قال: فتنحنحت! فقال الأعمش: «هؤلاء المُرجئة لا يَدَعوني أحدِّث بفضائل عليٍّ رضي الله عنه، أخرِجوهم من المسجد حتّى أحدّثَكم»!29
ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 245.
الأعمش وورقاء ومسعر: أخرج العُقيليُّ في الضعفاء: 3 / 41530
الجزء التاسع في ترجمة عباية، الورقة 174، من مصوّرة مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام، والصفحة 343 من مخطوطة الظاهريّة، وميزان الاعتدال للذهبيّ: 2 / 387، وابن عساكر في ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 246.
عن محمَّد بن إسماعيل عن الحسن بن عليٍّ عن شبابة، حدَّثنا ورقاء أنّه انطلق هو ومسعر إلَى الأعمش يُعاتبانه في حديثين بَلَغهما عنه قول عليّ: أنا قسيم النار، وحديث آخر فلان كذا وكذا على الصراط... أقول: يبدو أنّ الحديث الثاني كان في مثالب بعض الحُكّام المنافقين فكنّوا عن اسمه وعمّا يُلاقيه يومَ القيامة!
أحمد بن حنبل وحديث «قسيم النار»31
روي مرفوعاً وموقوفاً: أمّا الحديث المرفوع فقد رواه أميرالمؤمنين عليه السلام وحُذيفة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «علىٌ قسيم النار». أمّا مارواه عليٌّ، فقد أخرجه الفَسَويُّ في المعرفة والتاريخ: 2 / 764، والدارقُطني في العلل: 6 / 273 رقم 1132، وأخرجه ابن المَغازليّ في مناقبه: 67، عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «إنّك قسيم النار، وإنّك تَقرع بابَ الجنّة فتدخُلُها بغير حساب» فرائد السمطين: 1 / 325، كفاية الطالب: 71. أمّا ما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام موقوفاً أنّه قال: «أنا قسيم النار» فقد أخرجه الفَسَويّ في المعرفة والتاريخ: 3 / 192، وابن قُتيبة في غريب الحديث: 2 / 150، وأخرجه الخطيبُ البغداديّ، ومن طريقه الحافظ ابنُ عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 243 رقم 761، بلفظ: «أنا قسيم النار يومَ القيامة، أقول: خُذي ذا، وذَري ذا». الفائق: 3 / 195، النهاية: 4 / 61، البداية والنهاية: 7 / 355، ولكثرة طرُقِ الحديث وأسانيده فقد جمعها الحافظ ابنُ عقدة - المتوفى سنة 333 ه . - فألّف كتاباً مفرداً فيه، ذكره له النجاشيُّ والطوسيُّ في فهرسَيهما: 94 و 53، في عِداد مؤلَّفاته الكثيرة باسم: مَن روى عن عليٍّ عليه السلام قسيم النار. من فضائل اميرالمؤمنين بقلم المحقّق الطباطبائيّ المطبوع في: المحقّق الطباطبائيّ في ذكراه السنويّة الأولى: 1 / 462.
وقد سُئل أحمدُ عن حديث قسيم النار فلم يضعِّفْه، ولم يخدش فيه، ولا جرَح راويَه، بل ثبَّته واتّجه إلى تأويله وبيان معناه. وكذلك أبو حنيفة لم يضعِّف الحديث، ولم يعاتب الأعمش على روايته حديثاً ضعيفاً، وإنّما اللومُ والعتاب والاستنابة كانت على نشر حديثٍ في فضل أميرالمؤمنين عليه السلام!! قال محمّد بن منصور الطوسيُّ: كُنّا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: «يا أبا عبدالله، ما تقولُ في هذا الحديث الذي رويَ أنّ عليّاً قال: أنا قسيم النار؟»، فقال: «ما تنكرون من ذا؟! أليس روَينا أنّ النبيَّ صلّى الله عليه [وآله ]وسلّم قال لعليٍّ: لا يحبُّك إلاّ مؤمنٌ، ولا يُبغضك إلاّ منافق؟!». قلنا: «بلى»، قال: «فأين المؤمن؟»، قلنا: «في الجنّة»، قال: «فأين المنافق؟»، قلنا: «في النار»، قال: «فعليٌّ قسيمُ النار». طبقات الحنابلة: 320 رقم 448، المنهج الأحمد في طبقات أصحاب أحمد: 1 / 130، كفاية الطالب: 22، عن ابن عساكر في تاريخ دمشق، تلخيص مَجمع الآداب: جزء 4 حرف القاف (قسيم النار) برقم 2749، وفيه: حدّث محمّد بن منصور الطوسيّ قال: «سألت أحمد بن حنبل عمّا يُروى أنّ عليَّ بن أبي طالبٍ قسيمُ النار....»، خلاصة تذهيب الكمال. وفي تاريخ الخلفاء لأحد أعلام القرن الخامس، طبعة موسكو بالتصوير على مخطوطةٍ قديمة الورقة 11 / أ: وروي أنّه قيل لأحمد بن حنبل: «ما معنى قولِ النبيِّ عليه السلام: عليٌّ قسيم الجنّة والنار؟»، فقال: «صحيحٌ لاريبَ فيه، تأويله أنّ مَن يُحبُّه في الجنّة، وأنّ من يُبغضه في النار، فهو قسيم الجنّة والنار»؛ أشار إلى قوله: «لا يحبّك إلّا مؤمن تقيّ، ولا يبغضك إلاّ منافق ردي». ولاشتهار هذا الحديث في الأوساط نظَمه الشعراءُ منذ ذلك العصر [منتصف القرن الثاني] وحتَّى اليوم، ومن أقدم من نَظَمه غيرَ مرَّةٍ السيّدُ الحِميَريُّ فقال:
ذاكَ قَسيمُ النارِ مَن قيلُه
خُذي عدُوّي وذَري ناصِري
ذاك عليّ بنُ أبي طالبٍ
صِهرُ النبيِّ المُصطَفَى الطاهِرِ
وقال غيرُه في أبياتٍ له، وربّما نُسبت إلَى العوني:
وكيفَ يَخافُ النارَ مَن هُوَ مُوقِنٌ
بأنَّ أميرَالمؤمِنينَ قَسِيمُها
وقال دِعبِل في أبياتٍ له:
قَسيمُ الجَحيمِ فَهذا لَه
وهذا لَها باعتدالِ القِسَمِ
وقال الزاهي:
لا تَجعَلَنَّ النارَ لي مَسكناً
يا قاسِمَ الجنّةِ والنارِ
وقال غيره:
عليٌّ حُبُّه جُنَّةْ
قسيمُ النارِ والجَنّةْ
وَصِيُّ المصطفى حَقّاً
إمامُ الإنْسِ وَالجِنَّةْ
أقول: وقد سجَّل التاريخ وكُتب الحديث والرجال الشيءَ الكثير من ذلك النَمَط ممّا كانوا عليه من السَعي في إخفاء فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام، والنهي عن التحديث بها، وملاحقةِ من حدّث بشيءٍ من ذلك وتضعيفه واتّهامه بالكذب وما شاكل. وقد جمعتُ ما وقفتُ عليه من ذلك ما لا يسع المجال لذكره هنا، ولعلّ الله يُيسّرُ نشرَه في المستقبل فترون نماذجَ مَهولَةً ممّا كانوا عليه من إخفاء فضائل العترة الطاهرة إذ لم يألوا جُهداً في ذلك حكومةً وشعباً منذ عهد عُمَرَ ومُعاويةَ إلى عهد صَدّامٍ وآل سعود!
كثرةُ فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام
1 - قال الخطيب فى تاريخ بغداد: 1 / 133، في مفتتح ترجمته عليه السلام: «ومناقبُه أشهرُ من أن تُذكر وفضائلُه أكثر من أن تُحصى». 2 - ابن عساكر فى تاريخ مدينة دمشق أيضاً فى مفتتح ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام روى قولَ الخطيب: «ومناقبُه أشهرُ من أن...»32
تاريخ مدينة دمشق: 42 / 14.
. 3 - الزَرَنديُّ في نظم دُرر السِمطين33
نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والبتول والسبطين تأليف جمال الدين محمَّد بن يوسف الزَرَنديّ الحَنَفيّ المَدَنيّ، ذكر في القسم الثاني من السِمط الأوّل من كتابه - طبعة النجف الأشرف - في الصفحة 80، قولَ الشعبيّ أنّه قال: «لو رضوا منّا بأن يقولوا: رحم الله عليّاً إن كان لقريب القرابة قديم الهجرة عظيم الحقّ زوج فاطمة وأبا حسن وحسين، لكان في ذلك فضل! فكيف وله من المناقب والفضائل ما ليس لغيره (رض)» وروي أنّ رجلاً قال لابن عبّاس: «ما أكثرَ مناقب عليٍّ وفضائله، إنّي لأحسبهما ثلاثة آلاف»، قال: أوَلا تقولُ إنّها إلى ثلاثين ألف أقرب! ثمّ نقل في الصفحة نفسها قول أحمد بن حنبل في كثرة فضائله عليه السلام.
. 4 - المُحبّ الطبَريّ في الرياض النضِرة: «وفضائلُه أكثرُ من أن تُعدّ»34
الرياض النضِرَة: 2 / 282 الطبعة الثانية 1372 هـ. .
. 5 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 9 / 166: [ذكر الأحاديث والأخبار الواردة في فضائل عليّ] قال: «واعلم أنَّ أميرَالمؤمنين عليه السلام لو فَخَر بنفسه وبالغ في تعديد مناقبه وفضائله بفصاحته التي آتاه الله تعالى إيّاها واختصَّه بها وساعده على ذلك فُصَحاء العرب كافّةً لم يَبلُغوا إلى مِعشار ما نطق به الرسولُ الصادق صلوات الله عليه في أمره، ولستُ أعني بذلك الأخبارَ العامّة الشائعةَ التي يحتجُّ بها الإماميّةُ على إمامته كخبر الغدير والمنزلة وقصّة براءة وخبر المناجاة وقصّة خيبر وخبر الدار بمكّة في ابتداء الدعوة ونحو ذلك، بل الأخبار الخاصّة التي رواها فيه أئمّة الحديث التي لم يحصُلْ أقلُّ القليل منها لغيره! وأنا أذكر من ذلك شيئاً يَسيراً ممّا رواه علماء الحديث الذين لا يُتّهمون فيه، وجلُّهم قائلون بتفضيل غيره عليه! فروايتُهم فضائلَه توجب سكونَ النفس ما لا يوجبه روايةُ غيرهم». وقال أيضاً في مقدّمة كتابه:1 / 30: «ولأنّا إنّما نذكر في مقدّمة هذا الكتاب جملةً من فضائله عنَّت بالعرض لا بالقصد وجب أن نختصر ونقتصر، فلو أردنا شرحَ مناقبه وخصائصه لاحتجنا إلى كتابٍ مفرد يُماثل حجمَ هذا بل يَزيد عليه!». 6 - البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 12 : قال عبد الرزّاق: وأمّا ابن التيمي - يعني معتمراً - فقال: سمعت أبي يقول: «فُضّل عليُّ بن أبي طالب بمائة منقبة، وشاركهم في مناقبهم». وقال ابنُ كثير: 8 / 11 في آخر الفصل الذي أورد فيه من فضائل عليّ عليه السلام: «وهذا الفصل يطول استقصاؤه وقد ذكرنا منه ما فيه مقنع». 7 - ابن حجر في تهذيب التهذيب: 7 / 339، نَقَل كلامَ أحمدَ ثمّ قال: «وكذا قال النَسائيُّ وغيرُ واحدٍ وفي هذا كفاية». فتح الباري: 7 / 57، والإصابة: 2 / 507. 8 - ابن عبد البَرّ في الاستيعاب: 1115: «وفضائلُه لا يُحيط بها كتابٌ، وقد أكثرَ الناسُ من جمعها». 9 - قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين: 28: «وقد أتينا على صدر من أخباره فيه مقنع! وفضائله عليه السلام أكثرُ من أن تُحصى، والقليل منها لا مَوقع له في مثل هذا الكتاب، والإكثار يُخرجنا عمّا شرطناه من الاختصار، وإنّما ننبّهُ على من خمل عند بعض الناس ذكره أو لم يشع فيهم فضله، فأميرالمؤمنين عليه السلام بإجماع المخالف والممالي والمضادّ والمُوالي على ما لا يمكن غمطه ولا يَنساغ سترُه من فضائله المشهورة في العامّة لا المكتوبة عند الخاصّة تُغني عن تفضيله بقولٍ والاستشهاد عليه برواية». 10 - وقال جمال الدين عليّ بن يوسف القِفطيُّ المتوفى سنة 646 في كتابه إنباه الرواة: 1 / 12، وقد بدأ فيه بترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام حيث أنّه واضعُ علم النحو ومؤسّسُه وقد أتى بالروايات الكثيرة الدالّة على ذلك، وقال في نهاية ترجمته عليه السلام: «ولو أردتُ أن أجعلَ أخبارَه في عِدّة مجلّدات لوجدتُ من الموادّ ما يُعين على ذلك بمنّ الله وَجوده...». 11 - وقال موفّق الدين عبدُالله بن محمّد بن قُدامة الحنبليُّ في كتاب التبيين في أنساب القرشيّين في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام: «وكان عليٌّ رضي الله عنه كثيرَ المناقب، قال الإمام أحمد رضي الله عنه: لم يَرِد في فضائل الصحابة بالأسانيد الحِسان ما رُوي في فضائل عليٍّ مع قِدم إسلامه»35
التبيين في أنساب القرشيّين، طبعة بيروت، صفحة 121.
. 12 - قال ابنُ حجَر في الصواعق المُحرقة: 118، الفصل الثاني في فضائله، طبعة سنة 137536
وفي الطبعة المعتمَد عليها في تحقيق الفضائل - وهي طبعة مكتبة الهُدى في النجف مع مقدّمة السيّد طيّب الجزائريّ - في الصفحة 72.
- قال: «وهي كثيرةٌ عظيمةٌ شهيرة حتّى قال أحمد... وقال إسماعيل القاضي والنَسائيُّ وأبو عليٍّ النيسابوريُّ: لم يَرِد في حقّ أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحِسان أكثرُ ما جاء في عليٍّ». 13 - قال الذهبيُّ في تلخيص الموضوعات: «لم يُروَ لأحدٍ من الصحابة في الفضائل أكثر ممّا رُوي لعليٍّ رضي الله عنه». 14 - قال عمرو بنُ العاص: «وليسَ أحدٌ من الصحابة له مناقب مثل مناقب عليّ»، الإمامة والسياسة: 1 / 109. 15 - أخرج السِلَفيُّ فى الطُيوريّات عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: سألتُ أبي عن عليٍّ ومعاويةَ، فقال: «إعلم إنَّ عليّاً كان كثيرَ الأعداء ففتَّش له أعداؤه شيئاً فلم يجِدوه فجاؤوا إلى رجلٍ قد حاربه وقاتله فأطرَوه كيداً منهم له»37
الطُيوريّات: 748-11م، وقال محقّقه في الهامش: ذكره ابنُ حجر في فتح الباري: 7 / 104 وقال: أخرجه ابنُ الجوزي من طريق عبدالله بن أحمد بن حنبل، وذكره أيضاً المُبارَكفوري في تحفة الأحوذي: 10 / 231، وردَّد قولَ ابن حجر.
. تاريخ الخلفاء للسيوطي: 199، مطبعة السعادة بمصر، سنة 1371. 16 - والثعلبيُّ في الكشف والبيان في تفسير سورة الواقعة، رواه بإسناده عن محمَّد بن منصورٍ الطوسيّ: «ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب». 17 - وقال الجاحظُ في رسالةٍ في فضل بني هاشم وأفضليّة عليٍّ على غيره: «فأمّا عليُّ بن أبي طالب فلو أفرَدْنا لأيّامه الشريفة ومقاماته الكريمة ومناقبه السنيّة كلاماً لأفنَينا في ذلك الطواميرَ الطوال»38
ذكره العلّامةُ عليُّ بن عيسى الإربِليُّ في كتابه كشف الغُمّة في معرفة الأئمّة: 1 / 29 - 31. والكلام للجاحظ وهو جزءٌ من رسالةٍ له اطّلع عليها المؤلّف وذكر مختصراً منها في كتابه كشف الغُمّة، وما نراه في مصادرَ أُخرى كلَّها منقولةٌ عن الإربليّ في كتابه هذا، حيث أورد فيه فصلاً في فضل بني هاشم، وقال: «ومن ذلك [أي ممّا يتعلّق بفضل بني هاشم] رسالةٌ وقعت إليَّ مِن كلام أبي عُثمان عمرو بنِ بَحر الجاحظ أذكرُها مختصراً لها، قال: إعلم حفظك الله...» إلى أن قال (1 / 31): «فأمّا عليُّ بن أبي طالب فلو أفردنا لأيّامه الشريفة ومقاماته الكريمة ومناقبه السنيّة كلاماً لأفنينا في ذلك الطواميرَ الطوال، العِرقُ صحيحٌ والمنشأُ كريم، والشأنُ عظيمٌ والعَمَلُ جَسيم، والعِلم كثيرٌ والبَيان عجيب، واللسانُ خطيبٌ والصدر رحيب، فأخلاقُه وِفق أعراقه، وحديثُه يَشهد لقديمه، وليس التدبيرُ في وصف مثله إلّا ذكر جمل قدره، واستقصاء جميع حقّه، فإذا كان كتابُنا لا يحتمل تفسيرَ جميع أمره ففي هذه الجملة بَلاغٌ لمن أراد معرفةَ فضلِه...»، ينابيع المودّة، طبعة دار الأسوة: 1 / 461، كشف اليقين:193.
. 18 - وروى الحاكمُ النيسابوريُّ في المستدرك (والذهبيُّ في التلخيص): «سمِعتُ أحمدَ بن حنبل يقول: ما جاء لأحدٍ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه». المستدرك: 3 / 107، ورواه عنه ابنُ الجوزي مُسنَداً في مناقب أحمد: 16339
رواه الحاكم بإسناده عن محمّد بن منصور الطوسيّ وابن الجوزي في المناقب كذلك بواسطة عبدالله بن أحمد بن حنبلٍ عن أبيه.
والسيوطيُّ في تاريخ الخلفاء: 168، والحَسكاني في أوائل شواهد التنزيل. 19 - والقاضي أبو الحسين محمّد بن أبي يَعلَى الفَرّاء في طبقات الحنابلة: 1 / 319. 20 - أخطبُ خَوارزم: 2 و 1940
مِن الطبعة القديمة (المطبعة الحيدريّة في النجف، سنة 1385 ه )، وفي طبعة مؤسّسة النشر الإسلاميّ في قُم، سنة 1411: 33 و 34.
، ورواه عنه الحَمَوينيُّ والكَنجيّ: 123 و 124 وقول ابن عبّاس، والينابيع: 12141
الباب الأربعون (في كون عليٍّ شبيهاً بالأنبياء...)، وقول ابن عبّاس هو ما تقدّم نقلاً عن الزَرَنديّ في نظم درر السمطين في الهامش في جواب رجل: «أوَلا تقولُ إنّها إلى ثلاثين ألفاً أقرب».
. 21 - ابن الأثير في الكامل، طبعة المنيريّة: 200، وأُسْد الغابة: 4 / 2542
الكامل في التاريخ، طبعة دار صادر في بيروت: 3 / 399، نقلَ قولَ أحمد بن حنبل، وفي: 3 / 402، قال: «ومناقبُه لا تُحصى، قد جمعتُ قضاياه في كتابٍ مفرد»، وهكذا في أسد الغابة: 4 / 123 قال: «وبالجملة فمناقبه عظيمةٌ كثيرةٌ...».
. 22 - الكَنجي الشافعي في كفاية الطالب: 124 و 12543
من طبعة مطبعة الغَري فيالنجف، سنة 1356 هـ .
. 23 - ابن الصبان في إسعاف الراغبين: 167. 24 - السيرة الحلبيّة: 2 / 20744
الطبعة القديمة المطبوعة سنة 1329 ه ، وفي طبعة دار المعرفة في بيروت، سنة 1400: 2 / 473 نقل قول أحمد المتقدّم.
. 25 - أحمد زَيني دَحلان بهامش السيرة الحلبيّة طبعة سنة 1329 ه : 2 / 11. 26 - تاريخ الخلفاء - لأحد أعلام القرن الخامس - الورقة 11 / أ45
طبعة موسكو في الصفحة 67.
: «ومناقبُه جمّةٌ ومآثرُه أكثرُ من أن تُحصى». 27 - ينابيع المودّة46
الطبعة القديمة مع مقدّمة السيّد محمّد مهدي الخِرسان.
عن الثعلبي: 275. 28 - [وأخيراً] راجع ديباجة شواهد التنزيل47
شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، تحقيق العلّامة المحموديّ، فصل (1) من الصفحة 15 إلى 22، ونقل قول أحمد بن حنبل في الصفحة 18 و 19.
، فقد بسط القول في هذا.
حول كتاب فضائل عليّ لأحمد
قد روى هذا الكتاب عن أحمدَ ابنُه عبدالله كما كان هو الراوي للمُسند وغيرِه من كتب أبيه، وزاد في هذا الكتاب رواياتٍ منه رواها عن شيوخه غيرِ أبيه، كما فعل ذلك في المسند أيضاً، فقد روى عبدالله عن أكثر من أربعمائة شيخ ذكرهم الحافظ ابن نُقطة في كتابٍ مفرد48
المصعد الأحمد لابن الجَزَريّ: 34. المسند، طبعة دار الفكر الأخيرة، 10 / 461.
، وذكره الجزريُّ في المصعد الأحمد: 34 وقال: «وأمّا شيوخُ ابنه عبدِالله الذين روى عنهم في مسند أبيه فعِدّتهم 173 رجلاً، وقد أثبتّ ذلك، وذكرتُهم في كتابي المَصعَد الأحمد». وروى هذا الكتاب عن عبدالله بن أحمد تلميذُه أبو بكر القَطيعي، أحمد بنُ جعفر ابن حَمدان بن ماك القَطيعيّ البغداديّ المتوفى سنة 368 والمعروف بالقطيعيّ وبأبي بكر القطيعيّ وأبي بكر ابن مالك، وهو الراوي الوحيد لكتب أحمدَ عن ابنه عبدالله. وهذا أيضاً قد زاد في الكتاب زياداتٍ من رواياته هو عن سائر شيوخه غيرِ عبدالله كما هو الشأن في مسند أحمد أيضاً. وقال الأستاذ أحمد شاكر محقّق المسند في طبعة دار المعارف بمصر، في مقدّمة الكتاب: 1 / 13: «وجميعُ نُسخ المسند فيها إسناد أبي بكر القَطيعيّ إلى أحمد يقول في أوّل كلِّ حديث (حدَّثنا عبدالله ثنا أبي...) وهذا على طريقة المتقدّمين، يذكر الراوي إسنادَه إلى مؤلّف الكتاب في كلّ حديثٍ أو في كلّ بابٍ أو كتاب...». وقال أيضاً: «ومن المعلوم للمحدّثين والمطّلعين أنّ في المسند أحاديثَ زادها عبدُالله بن أحمد بن حنبل بروايته عن شيوخه، وأحاديثَ من زيادات القَطيعيِّ عن شيوخه أيضاً وهي قليلة، ففي هذه الأحاديث أبيّن ذلك صراحةً، فأقول: قال عبدالله ابن أحمد أو قال أبو بكر القطيعيّ، وكذلك في الأحاديث التي وجدها عبدالله بخطّ أبيه ولم يسمعها منه أبيّن أنّ هذا قولُ عبدالله». ورمز الحافظ محمّد بن عليّ بن حمزة الحسيني الدمشقي في كتاب التذكرة برجال العشرة وأقرَّه، والحافظ ابنُ حجر في تعجيل المنفعة، لما كان من روايات أحمد في المسند (أ)، ولما أخرج له عبدالله بن أحمد عن غير أبيه (عب). تعجيل المنفعة: 3. ورمز السيوطيُّ في جمع الجوامع لما كان في المسند من روايات أحمد (حم)، ولما كان من زيادات ابنه عبدالله (عم). راجع خطبته في مقدمة كنز العمّال .
* * *
وأمّا الكلام حول الكتاب فنجدُ أوّلَ مَن ذكره هو يوسف القاضي في أواخر القرن الثالث بعد 44 عاماً من وفاة أحمد، قال أبو عبدالله الحسين بن أحمد الأسديّ : «سمعتُ أبا بكر بن مالكٍ يقول: حضرتُ مجلس يوسُف القاضي سنة 285 أسمعُ منه كتاب الوقوف». لمّا ينتهي القرن الثالث الهجري الذي عاش فيه أحمد وتوّفى في أواسطه إلّا ونجدُ كتابه الذي جمعه في فضائل عليٍّ عليه السلام قد أخذ مكانته اللائقةَ به عند العلماء والمحدّثين سائراً مع المسند جنباً لجنب، فهذا أبو بكر القَطيعيّ يقول : «حضرتُ مجلس يوسُف القاضي عام 285 لأسمعَ منه كتابَ الوقوف، فقال لي: مَن عنده مسند أحمد بن حنبل والفضائل أيش يعمل هنا». خصائص المسند لأبي موسى المديني: 24. ثمّ نأتي إلى القرن الرابع فنجد النديم قد ذكر كتاب الفضائل عند عدّ كتب أحمد في فهرسته الذي ألّفه سنة 377. ونقرأ للحاكم النيسابوريّ في كتابه المستدرك علَى الصحيحين: 3 / 175 عند روايته لحديث... قائلاً: «وأخبرَناه أبو بكر القَطيعيّ في فضائل أهل البيت تصنيف أبي عبدالله أحمد بن حنبل». ثمّ في أواخر القرن السادس نجدُ هذا الكتاب عند علَمين متعاصرَين من أعلام المحدّثين وهما الحافظ رشيد الدين أبو جعفر محمَّد بن عليّ بن شهرآشوب السَروي المتوفى سنة 588، وثانيهما شمس الدين أبو الحسن ابن بطريق الأسديّ الحلّي يحيَى بن الحسن المتوفّى سنة 600، فهو من مصادر كتابَيهما. وأمّا ابن شهرآشوب فقد روى هذا الكتاب وكتاب المسند عن أبي سعد ابن عبدالله الدجاجيّ عن ابن المذهّب عن القَطيعيّ عن عبدالله بن أحمدَ عن أبيه. وأمّا ابن بطريق فقد أورد في مقدّمة كتابه العمدة: 9، إسنادَه إلى رواية هذا الكتاب وسمّاه المناقب49
سيأتي نصُّ كلامه ذيل عنوان «من روى عن كتاب الفضائل» الرقم (2).
. ثمّ في القرن السابع نذكر من أعلام هذا القرن ابنَ أبي الحديد المتوفّى سنة 656 ، والمُحبّ الطبريّ المتوفى سنة 694، والحافظ الكنجيّ المتوفى سنة 658 ، وسبط ابن الجوزيّ المتوفّى سنة 654 ، والسيّد ابن طاووس الحلّي المتوفى سنة 664.50
سيأتي نصُّ كلامِهم ذيل عنوان (من روى عن كتاب الفضائل) بعد هذا.
وقال السيّد ابن طاووس في كتاب الطرائف: 137: «رأيتُ كتاباً كبيراً مجلّداً في مناقب أهل البيت عليهم السلام تأليف أحمد بن حنبل، فيه أحاديث جليلة... وفي خِزانة مشهد عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالغَري من هذا الكتاب المذكور نسخةٌ موقوفة مَن أراد الوقوف عليها فليَطلبها من خِزانته المعروفة». من روى عن كتاب فضائل اميرالمؤمنين عليه السلام للإمام أحمد 1 - الحاكم النيسابوريّ في المستدرك - كما تقدّم آنفاً - وسمّاه «فضائل أهل البيت» قال في 3 / 157: «وأخبرنا أبو بكر القطيعيّ في فضائل أهل البيت تصنيف أبي عبدالله أحمد بن حنبل...». 2 - الشيخ شمس الدين ابن بطريق الأسديّ الحلّي المتوفّى سنة 600، في مقدّمة كتابه العمدة، فقال عند عدّ مصادره [ص 59]: «فصلٌ في ذكر طرُق أسانيد هذا الكتاب: طريق رواية مناقب أبي عبد الرحمان [كذا] أحمد بن حنبل: أخبرنا السيّد الأجلّ العالم... عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حَمدان بن مالك القَطيعيّ، عن أبي عبد الرحمان عبدالله بن أحمد بن حنبل عن والده أحمد بن حنبل». 3 - سبط ابن الجوزيّ المتوفّى سنة 654، في تذكرة خواصّ الأمّة: 4 [عن حديثٍ رواه عن عليٍّ عليه السلام قال: قال لي رسولُ الله صلّى الله عليه وآله إنّ لك في الجنّة قصراً وإنّك ذو قَرْنَيها]: «... وأخرجه أحمد أيضا في كتابٍ جَمع فيه فضائلَ أميرالمؤمنين». وقال في الصفحة 19: «وقد أخرج أحمد بن حنبل هذا الحديث في كتاب الفضائل الذي صنّفه لأميرالمؤمنين عليه السلام أخبرنا...[حديث المنزلة]». 4 - ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، أورد في 9 / 166، 24 حديثاً أكثرها من فضائل عليّ لأحمد. وقال في شرح النهج: 9 / 235: «وجاء في أخبار عليٍّ عليه السلام التي ذكرها أبو عبدالله أحمد بن حنبل في كتاب فضائله، وهو روايتي عن قريش بن السبيع بن المهنأ العلويّ عن نقيب الطالبيّين أبي عبدالله أحمد بن عليّ بن المعمر عن المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد بن القاسم الصَيرفيّ المعروف بابن الطُيوريّ عن محمَّد بن عليّ بن محمَّد بن يوسف العلّاف المُزني عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القَطيعيّ عن عبدالله بن أحمد بن حنبلٍ عن أبيه أبي عبدالله أحمد بن حنبل...». 5 - محمَّد بن يوسف الكنجيّ المتوفّى سنة 658، في كفاية الطالب51
طبعة سنة 1356، مطبعة الغَري في النجف.
: 42، قال: «وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مناقب عليّ عليه السلام عن عبد الرزّاق وعفّان...». 6 - السيّد رضي الدين عليّ بن طاوس المتوفّى 664، وقد تقدّم كلامُه. 7 - المُحبّ الطبريّ فقيهُ الحرم المكّيّ في الرياض النضِرة، عدَّه في أوّله (1 / 13 من طبعة مصر سنة 1372، وفي الصفحة 8 من طبعة المكتبة العلميّة في بَيروت) من مصادر كتابه: «وكتاب مناقب أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب لأحمد بن حنبل...». ثمّ أخرج عنه في ذخائر العقبى. 8 - ابن تيميّة في منهاج السُنّة: 4 / 119، «عبدالله في المناقب». 9 - شمس الدين السخاويّ في استجلاب ارتقاء الغُرف. [قال في 1 / 381 رقم 111]. وعند أحمد في المناقب: «عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ قال: نزلَت - يعني «إنّما يُريدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» - في خَمسةٍ: النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم، وعليٍّ وفاطمةَ والحسن والحسين رضي الله عنهم». [وأيضاً قال في 1 / 323 رقم 49]: «أخرج الطبرانيُّ في معجمه الكبير وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في مناقب الشافعي والواحديُّ في الوسيط وآخرون منهم أحمد في المناقب. كلُّهم من رواية حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: لمّا نزلَت هذه الآية «قُل لا أسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبى» قالوا: مَن قَرابتُك يا رسولَ الله، هؤلاء الذين وَجَبَت علينا مودّتُهم؟ قال: عليٌّ وفاطمةُ وابناهما». 10 - وقال ابنُ حجر العَسقلانيُّ في الدرر الكامِنة، الطبعة الهنديّة: 4 / 277، وفي طبعة مصر: 5 / 48 رقم 4637، في ترجمة محمَّد بن نوامير الحنبليّ المتوفّى سنة 745: «وسمع بالشام على ناصر الدين عُمر بن عبد المُنعم القوّاس مناقب عليّ للإمام أحمد...». 11 - جلال الدين السيوطيُّ في جمع الجوامع: 2 / 396، كما في مسند زيد بن أبي أوفى من قسم الأفعال. أورد عنه حديثَ المؤاخاة حين آخى رسولُ الله صلّى الله عليه وآله بين أصحابه، واختار لنفسه عليّاً عليه السلام فآخاه، قال: «حم في كتاب مناقب عليّ» أي: أخرجه أحمد في كتاب مناقب عليّ. [جمع الجوامع: 14 / 393 رقم 11120]. 12 - القَسطَلانيّ في المواهب اللَدُنّيّة. 13 - ابن حجر في الصواعق المُحرقة كما في الصفحة 158. 14 - المتّقي الهندي في كنز العمّال: 6 / 390، من الطبعة الهنديّة الأولى، و 13 / 106 من الطبعة الحلبيّة، وفي نهاية حديثٍ في فضل أميرالمؤمنين عليه السلام: «حم في كتاب مناقب عليّ». 15 - المولى علي القاري في المرقاة شرح المشكاة: 5 / 60052
وفي طبعة دار الكتب العلميّة في بيروت: الجزء الحادي عشر، الصفحات 132 و 133 و 242 و 245 و 247 و 249 و 252.
. 16 - وجاء في طبقات الزيديّة: «وقد أفرد كثيرٌ من العلماء من مناقب أهل البيت كُتباً مستقلّة، مثل مناقب أحمد بن حنبل، ومناقب ابن المَغازلي الشافعيّ، ومناقب أهل البيت لعليّ بن سليمان الكوفيّ وغير ذلك...». أقول: كذا قال «عليّ بن سليمان» وأظنُّه يُريد محمَّد بنَ سليمان53
وهو أبو جعفر محمَّد بن سليمان الكوفيّ، قاضي صَعدَة، له كتاب مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام، كما ذكر. ذكره له المحقّق الطباطباييُّ قدّس سرُّه في كتابه أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة، طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، في الصفحة 569 رقم 716. وقد طبع بتحقيق العلّامة الشيخ محمّد باقر المحموديّ رحمه الله.
. 17 - هديّة العارفين: 1 / 48، ترجم فيه لأحمد بن حنبل، وذكر مؤلّفاته وعدَّ منها كتاب مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهَه.
ترجمة أحمد
أبو عبدالله أحمد بن محمَّد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيبانيّ المَروزي ثمّ البغداديّ، إمام الحنابلة (164 - 241). له ترجمة مطوّلةٌ في تاريخ ابن عساكر: 7 / 218-29654
وفي الطبعة الأخيرة من تاريخ دمشق: 5 / 252 رقم 136.
، وفي سيَر أعلام النُبلاء: 11 / 177-358، وحِلية الأولياء: 9 / 161، وتاريخ بغداد: 4 / 412، وكتب عنه غيرُ واحدٍ من القدماء والمحدّثين كتباً مفردة ربّما تتجاوز العشرة، أشهرها مناقب أحمد لابن الجوزيّ الحنبليّ، المتوفّى سنة 597. أصله من مَرو، خرجَت به أمُّه من مرو وهي حاملٌ به، فولَدته ببغداد، وقيل إنّه وُلد بمرو وحُمل إلى بغداد. وينسبونه شيبانيّاً، ثمَّ يقولون إنّ أمَّه شيبانيّة، وكان أبوه نزل بهم وتزوّج بها. ويقولون كان أبوه محمَّدٌ والي سَرَخس. ويقولون إنّ أباه توفّي سنة 179 وهو ابنُ ثلاثين سنة. ويقولون إنّ أحمدَ لم يَرَ أباه لصِغره حين وفاة أبيه. وأجمعوا على أنّ أحمد وُلد سنة 164، وأنّ أُمَّه هي التي خرجت به من مرو إلى بغداد إمّا حملاً، وإمّا طفلاً، مهمِلين ذكرَ أبيه في هذه الهجرة. وهذه كلُّها متضاربةٌ لا يُلائم بعضُها بعضاً؛ فإنْ كان توفّيَ سنة 179 عن ثلاثين سنة، فتكونُ ولادتُه سنة 149، ويكون في سنة ولادة ابنه سنة 164، ابن 15 سنة، فتكون أُمّه حمَلَت به وأبوه ابن 14 سنة! وإن كان في سنة 164 هاجر هو أيضاً مع أهله من مرو إلى بغداد، وهو ابن 15 سنة، فمتى كان والياً على سرخس؟! وعند وفاته سنة 179 يكون ابنه أحمد قد بلغ 15 سنة. فكيف لم ير أباه؟55
هذه ترجمةٌ موجزةٌ كتبها الوالدُ رحمه الله لأحمد بن حنبل في كتابه أهل البيت في المكتبة العربيّة: 605.
[وممّا ذكر عنه56
قد تَرجم للإمام أحمد مؤلّفو كتب التراجم تراجمَ حافلة، منهم الحافظُ الذهبيّ في تاريخ الإسلام تقع في الجزء 18 من الطبعة الجديدة المحقَّقة منه (حوادث سنة 241 - 250) في الصفحة 61 - 144. وهناك مختصرٌ منها حقَّقها الشيخ أحمد شاكر عن نسخة البدر البشتكي بالقاهرة سنة 1946م.، وطبعها في الجزء الأول من المسند، وكثير منها منقولٌ من تهذيب الكمال كما يدّعي الدكتور بشّار عواد. تهذيب الكمال: 1 / 437، والخطيب البغداديُّ في تاريخ بغداد: 4 / 412. وهنا ننقلُ ما وجدناه بخطّ المحقّق الطباطباييّ قدّس سرُّه ذيل عنوان «ترجمة أحمد»، وقد أورد فيها كلماتٍ أكثرُها منقولةٌ عن ترجمة الذهبيّ هذه.
] قال ابن الجزري في المصعد الأحمد: 36: «وكانت أمُّ أحمد شيبانيّةً أيضاً!... وكان أبوه نزل بهم وتزوّج بها! وُلد في 20 ربيع الأوّل سنة 164 ببغداد وجيء به من مرو إلى بغداد». وقال أبو يعلى الحنبليّ: «إنّه وُلد بمرو ثمّ حُمل إلى بغداد وهو رضيع، وكان أبوه في زيّ الغُزاة، وأصلُه من البصرة، وتوفّي أبوه وله ثلاثون سنة وأحمد طفل. قال الإمام أحمد: لم أرَ جَدّي ولا أبي! روى عنه البُخاريُّ ومسلم وأبو داود وأبو زُرعة وأبو حاتِم الرَيّان وأبو القاسم البَغَويّ. وأوّل طلبه للحديث سنة 17957
وكذا في تاريخ الإسلام.
وله 15 سنة. قال عبدالله بن أحمد: سمِعتُ أبا زُرعةَ يقولُ: كان أبوك يحفِظ ألفَ ألفَ حديث»58
وكذا في تاريخ الإسلام.
. وفي الصفحة 37: «قال الذهبيُّ: أجمَعوا على أنّه ثقةٌ حجّةٌ إمام». وقال: «توفّيَ يوم الجمعة 10 أو 11 ربيع الأوّل سنة 241». ترجمة أحمد من تاريخ الإسلام للذهبي [18 / 61] المطبوع في مقدّمة المسند: 1 / 58: في الصفحة 5859
تاريخ الإسلام: 18 / 63.
: ساقَ نسبَه ثمّ قال: هكذا نسبَه ولَدُه عبدالله، واعتمده أبو بكر الخطيب60
تاريخ بغداد: 4 / 412 و 413.
وغيره. وفي الصفحة 59: «قال صالح: وجيء بأبي حمل من مرو، فتوفّيَ أبوه محمَّد شابّاً ابنَ ثلاثين سنة فوليت أبي أُمّه»61
سيرة الإمام ابن حنبل لأبي الفضل صالح بن أحمد بن حنبل: 29-30.
. قال صالح: «قال لي أبي: وُلدتُ في ربيع الأوّل. وقال عبدالله بن أحمد بن خيثمة: إنّه وُلد في ربيع الآخِر». وفي الصفحة 6162
تاريخ الإسلام: 18 / 66.
: «وقال عارم أبو النعمان: وضع أحمد عندي نفقته، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يوماً: يا أبا عبدالله! بلغني أنّك منالعرب؟ فقال: يا أبا النعمان! نحن قومٌ مساكين. فلم يزل يدافعُني حتّى خرج ولم يقُل لي شيئاً!». وفي الصفحة 6263
المصدر السابق: 67.
: «وعن أبي زُرعة: حُزِرَت كتبُ أحمدَ يومَ مات، فبلغت اثني عشر حملاً وعِدلاً». مقدّمة الجرح والتعديل: 296: «حدَّثنا عبد الرحمن، نا الحسين بن الحسن الرازيّ، قال: سمعتُ عمرو بنَ محمَّدٍ الناقد يقول: إذا وافقني أحمد بنُ حنبل على حديثٍ فلا أُبالي مَن خالفني»64
المنهج الأحمد للعليمي: 22.
. وفي الصفحة 302: «قال أبو حاتِمٍ الرازيُّ: كان أحمد بنُ حنبل بارعَ الفهم لمعرفة الحديث بصحيحه وسقيمه، وتعلَّم الشافعيُّ أشياءَ من معرفة الحديث منه، وكان الشافعيُّ يقول لأحمد حديث كذا وكذا قويُّ الإسناد محفوظ؟ فإذا قال نعم، جعله أصلاً وبنى عليه».65
ذكره العليمي في المنهج الأحمد: 63. وقد ألَّف في مناقب الإمام أحمد وسيرته الكثير، وبالغوا في الثناء عليه والإطراء له، حيث ذكروا ما يستبعِدُه العقلُ السليم، ويستنكرُه كيف لا و «حبُّ الشيء يُعمي ويُعمّ يصمّ». ولنختم الكلام في ترجمة أحمد بذكر روايتين إحداهما تتعلّق بثناء الخضر عليه - (انظر الباب السادس والعشرين مناقب ابن الجوزي) - والأخرى تتعلّق بتأثير موته في الجميع - وحتّى في الجنّ (كما في الباب 88 من المناقب). قال المِزّي في تهذيب الكمال: 1 - عن الحافظ أبي نُعيم بإسناده عن سَلَمة بن شبيب قال: كُنّا في أيّام المعتصِم يوماً جُلوساً عند أحمد بن حنبل، فدخل رجلٌ، فقال: مَن منكم أحمدُ بن حنبل؟ فسكتنا، فلم نقُل شيئاً، فقال أحمد: ها أنَذا أحمد، فما حاجتُك؟ قال: جئتُ من أربعمائة فرسخ بَرّاً وبحراً! كنت ليلة جُمُعةٍ نائماً، فأتاني آتٍ، فقال لي: تعرِفُ أحمد بنَ حنبل؟ قلتُ: لا، قال: فأتِ بغداد وسَلْ عنه، فإذا رأيتَه فقُل: إنَّ الخَضِرَ يُقرئُك السلام ويقول: إنّ سامِكَ السماء [أي: رافع السماء] الذي على عرشه راضٍ عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك للَّه. [حِلية الأولياء: 9 / 188]. وقد علّق عليه الوالدُ رحمه الله في الحاشية: «كان بإمكان الخَضِر أن يحضرَ نومَ أحد البغداديّين ولا يكلّف أحداً رُكوبَ البحر ومسيرة أربعمائة فرسخ في ذلك العصر!». وفي بيان ما وقع يومَ موته، روى الذهبيُّ في تاريخ الإسلام: 18 / 142، في عدد مَن صلّى على أحمد بن حنبل عن خشنام بن سعيد أنّه قال: ألف ألف وثلاثمائة ألف! وفي الصفحة نفسها: وقال ابنُ أبي حاتِمٍ: حدَّثني أبو بكر محمَّد بن العبّاس المكّيُّ: سمِعتُ الوركانيّ جارَ أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بنُ حنبلٍ وقع المأتم والنَوحُ في أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس، وأسلم يوم مات عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس! حِلية الأولياء: 9 / 180، مناقب ابن الجوزي: 419، تهذيب الكمال : 1 / 468، تاريخ بغداد: 3 / 423. ثمّ علّق عليه الذهبيُّ قائلاً: «وهي حكايةٌ منكرة لا أعلمُ رواها أحدٌ إلّا هذا الوركانيّ، ولا عنه إلّا محمَّد بن عبّاس، تفرَّد بها ابنُ أبي حاتِم! والعقل يحيل أن يقعَ مثلُ هذا الحادث في بغداد ولا يرويه جماعةٌ تتوفّر هممُهم ودواعيهِم على نقل ما هو دون ذلك بكثير! وكيف يقع مثلُ هذا الأمر الكبير ولا يذكرُه المَروزيُّ ولا صالح بنُ أحمد ولا عبدالله الذين حَكَوا من أخبار أبي عبدالله جزئيّاتٍ كثيرةً لا حاجة إلى ذكرها، فوالله لو أسلم يومَ موته عشرةُ أنفُسٍ لكان عظيماً، ولكان ينبغي أن يرويه نحوٌ من عشرة أنفُس. ثمّ انكشف لي كِذبُ الحكاية بأنَّ أبا زُرعةَ قال: «كان الوركانيُّ - يعني محمَّد بنَ جعفرٍ - جارَ أحمد بن حنبل وكان يرضاه». وقال ابنُ سعد، وعبدالله بن أحمد وموسى بنُ هارون: «مات الوركانيُّ في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين». فظهر لك بهذا أنّه مات قبلَ أحمدَ بدهرٍ! وكيف يَحكي يومَ جنازة أحمد رحمه الله؟ وانظر أيضاّ تعليقة الدكتور بشّار عواد على رواية المِزّي في تهذيب الكمال: 1 / 469. هذا وقد أورد العلّامةُ الأمينيّ قدّس سرُّه الشريف في كتابه الخالد الغدير: 5 / 199، حكاياتٍ عِدّة حول أحمد بن حنبلٍ ونماذجَ من كلمات الحنابلة في زيارة قبر إمامهم أحمد، لا بأس بمراجعتها. أوّلها «الله يزور أحمد بنَ حنبل في كلَّ عامٍ لنصرته كلامَه».
[نُبذةٌ من أقواله وآراءه66
هذا أيضا ما وجدتُه في مسوّدات والدي رحمه الله ممّا نقله في خصوصِ أحمدَ وآرائِه ولم يُكمله، والعنوان مضافٌ منّى. وللتعرُّف على آراء أحمد لا بأس بمراجعة كتاب السنّه لعبدالله بن أحمد، فهو من أهمّ المصادر في هذا المجال، وقد أُلّفت رسائلُ عَديدةٌ في عقائد الإمام أحمد وآرائه وأقواله، أورد قسماً منها ابنُ أبي يعلَى الحنبليُّ في كتابه طبقات الحنابلة - كرسالة عبدوس بن مالك العطّار وغيرها - لا بأسَ بمراجعته لمن أراد التفصيل. هذا وقد أورد أيضاً عبدُ العزيز عزّ الدين سيروان عدّةَ رسائل في كتابه العقيدة للإمام أحمد بن حنبل، طبع في مصر بعناية عبدالله بن عبد المحسن حسن تُركي سنة 1407.
] مسائل أحمد بن حنبل، سأله عنها ابنُه عبدالله، نسخةُ القرن العاشر في الظاهريّة67
طبع الكتاب بتحقيق الدكتور علي سليمان المُهنّا سنة 1406، طبعَته مكتبةُ الدار بالمدينة المنوّرة في ثلاثة أجزاء.
الصفحة 399: «قال: رأيتُ أبي يكتبُ التعويذَ للذي يفزع وللحُمّى لأهله وقراباته، ويكتب للمرأة إذا عسر عليها الولادة في جام أو شيء نظيف. ورأيتُه يعوّذ في الماء ويشربه المرضى ويصبّ على رأسه منه. ورأيت أبي يأخذ شَعرةً من شعر النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم فيضعها على فيه يقبّلها، وأحسب أنّي قد رأيتُه يضعُها على رأسه أو عينيه، فغمسها في الماء ثمّ شرِبه يستشفي به. ورأيتُه غيرَ مرّةٍ يشرب من ماء زمزم، يستشفي به ويمسح به بدنه ووجهه. ورأيتُه قد أخذ قَصعَةَ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم بعث بها إليه أبو يعقوب بنُ سليمان بن جعفر فغسلها في جُبّ الماء ثمّ شرب فيها».68
مسائل الإمام أحمد بن حنبل: 3 / 1345 رقم 1865، مناقب ابن الجوزي: 187، تاريخ الإسلام: 18 / 80.
وفي الصفحة391: «قال: سمِعتُ أبي يقول: أمّا التفضيل فأقول: أبوبكر وعمر وعثمان. قال: سألتُ أبي عن الأئمّة؟ فقال: أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ في الخلفاء»69
المصدر السابق: 3 / 1318 رقم 1831 و1832. وروى ابنُ الجوزي في كتابه مناقب أحمد عن يعقوب بن إسحاق البغداديّ قال:« سمِعت أحمد بنَ حنبل - وسُئل عن التفضيل - فقال: على حديث ابن عُمر: أبو بكر وعمر وعثمان، والخلافة علىحديث سفينة: أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ». (المناقب: 159).
. وفي الصفحة 389: «كنت أسمعُ أبي كثيراً يُسألُ عن المسائل فيقول: لا أدري، وذلك إذا كانت مسألة فيها اختلاف. وكثير ممّا كان يقول: سَل غيري»70
مسائل الإمام أحمد بن حنبل: 3 / 1311 رقم 1822.
. وفي الصفحة 383: «سألته عمّن شتَم رجلاً من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم. فقال: إنّي أرى أن يُضرب. فقلت له: الحدّ؟ فقال: لم نقِف علَى الحدّ إلا أنّه قال: يُضرب، وقال: وما أراه إلّا علَى الإسلام»71
المصدر السابق: 3 / 1293 رقم 1796.
. وفي المنهج الأحمد للعليمي72
المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد لأبي اليمن مُجير الدين عبدالرحمن بن محمَّد بن عبدالرحمن العليميّ (860 - 928)، طُبع في القاهرة سنه 1383، بتحقيق محمَّد محيي الدين عبدالحميد.
في 1 / 15 و16: «قال الشافعيّ: مَن أبغض أحمد ابن حنبل فهو كافر!»73
ونقله أيضاً ابنُ الفَرّاء في طبقات الحنابلة: 1 / 153.
. وفي 1 / 15: «وخصّ الله الإمام أحمد رضي الله عنه بخصالٍ أُخرى منها الإجماع على أصوله التي اعتقدها، والأخذُ بصحّة الأخبار التي اعتمدها...». وفي 1 / 19: «ذكره العليمي في ذكر مصنّفاته باسم فضائل الصحابة». وفي 1 / 85: «ومَن قال القرآنُ مخلوقٌ فهو كافرٌ به، ومن لم يكفّرهم فهو كافر». وفي 1 / 87: «ولا بعدَ عثمانَ عينٌ تطرُف أفضل مِن عليّ بن أبي طالب، قاله أحمد». وأيضاً: «فإن كبّر خمساً فكبّر معه لفعل عليّ بن أبي طالب»74
وذكره أيضاً ابنُ الجوزي في المناقب: 170.
. وفي 1 / 91: «قال أحمد بن نصر: رأيتُ مصاباً قد وقع، فقرأتُ في أذُنه فكلّمتني الجِنيّةُ من جَوفه فقالت: يا أبا عبدالله دَعني أخنُقُه! فإنّه يقول: القرآن مخلوقٌ!»75
إنَّ أبرز الأمور في حياة أحمد بن حنبل موقفُه من قضيّة القول بخلق القرآن، وقد ذُكرت تحت عنوان «محنة الإمام أحمد» فقلّما ترجمة لأحمد تخلو منها، وأُلّف فيها عدّةُ كتب منها: محنة الإمام أحمد لحنبل بن إسحاق، ومحنة الإمام أحمد لابنه صالح، وقد ذكر حوادث المحنة ابنُ كثيرٍ في البداية، والذهبيُّ في تاريخ الإسلام وسيَر أعلام النُبلاء وغيرُهما في مؤلّفاتهم تفاصيلَها. وإليك موجَزها عن بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي: قال: «ولمّا أمر المأمونُ أهلَ العراق أن يتبعوا المعتزلة في القول بخلق القرآن، أبى أحمد بنُ حنبل أن يُطيعَه، فأمَر الخليفة واليه ببغداد إسحاق بنَ إبراهيم الخُزاعيّ أنْ يمتحنَه وكان ذلك 218، فأسر أحمد وأمر به إلى طرسوس، وكان الخليفة قد سافر إليها، فمات الخليفةُ قبل وصول أحمد، فسجنوه زماناً بالرِقّة ثمّ أعادوه إلى بغداد، فبقيَ في السجن إلى أن توفّيَ المعتصِمُ سنة 227، فلمّا أفضت الخلافة إلى المتوكِّل سنة 232، حُمل الناس على مذهب أهل السنّة والجَماعة، وأكرم أحمد بن حنبل، وظلّ أحمدُ موضعَ الإجلال والإكرام إلى أن توفّيَ يومَ 12 من ربيع الأوّل سنة 241». الترجمة العربية: 3 / 309.
. وفي 1 / 97: «[وقال المَيمونيُّ: سمِعتُ عليّ بن المدينيّ يقول:] ما قام أحدٌ بأمر الإسلام بعدَ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم ما قام أحمد بنُ حنبل»!!76
وذكره العليميُّ في الصفحة 21 من كتابه أيضا، وابن الفرّاء الحنبليّ في طبقات الحنابلة: 1 / 17.
. قال الشيخ الجليل أبو محمَّد جعفر بنُ أحمد القُمّيّ في الصفحة 113 من كتاب المسلسلات77
المسلسلات لأبي محمَّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ الرازيّ، طبعته المكتبةُ الإسلاميّة في طِهران سنة 1369، في ضمن كتاب جامع الأحاديث للمؤلّف نفسِه. الذريعة: 21 / 21، التراث العربي: 5 / 76. وللتعرُّف على نُسخ الكتاب راجع: فهرستگان نسخههاى خطى لعلي الصدرائي الخوئيّ: 2 / 97، رقم 586.
: «سمعتُ محمَّد بن عليّ بن الحسين - هو الصدوق - يقول: سمعت أبا سعيد الفضل بن محمَّد بن إسحاق المذكر النيسابوريّ يقول: سمعت عبد الرحمن ابن محمَّد بن محبوب يقول: سمعتُ محمَّد بن أحمد بن يعقوب الجوزجانيّ قاضي هراة يقول: سمعت محمَّد بن عبدك الهرَويّ يقول: سمعت عليّ بن خشرم78
في المطبوعة من البحار 49 / 261: «عن محمَّد بن عورك الهرويّ عن عليّ بن خشرم ...».
يقول: كنتُ في مجلس أحمد بن حنبل، فجرى ذكرُ عليّ بن أبي طالبٍ فقال: لا يكون الرجل سنّياً حتّى يُبغضَ عليّاً قليلاً! قال عليُّ بن خشرم: فقلت: لا يكون الرجل سنّياً حتّى يُحبّ علياً كثيراً». وفي غير هذه الحكاية «قال عليّ بن خشرم: فضربوني وطرَدوني من المسجد!». وفي الصفحة نفسِها أيضاً: «سمعتُ محمَّد بن عليّ بن الحسين يقول: سمعت أبا سعيد الفضل بن محمَّد بن إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن محبوب يقول: سمعت إبراهيم بن محمَّد بن79
في البحار: أبو سعيد محمَّد بن الفضل بن محمَّد المذكر عن عبد الرحمن بن محمَّد بن محمود ابن إبراهيم بن محمَّد بن سفيان.
سعيد يقول: إنّما كانت عداوة ابنِ حنبلٍ مع عليّ ابن أبي طالبٍ أنّ جدَّه ذا الثِدية الذي قَتَلَه عليُّ بن أبي طالب عليه السلام يومَ النَهرَوان كان رئيسَ الخوارج. قال أبو جعفر: وحدّثني أبو سعيد أنّه سمع هذه الحكاية من إبراهيم بن محمَّد بن سعيد80
في البحار: سفيان (بدل سعيد).
بعينها». وانظر البحار: 49 / 261، المجلّد الثامن، الباب 13، باب العلّة التي من أجلها تركوا عليّاً: 151. تاريخ الخلفاء لأحد أعلام القرن الخامس - طبعة موسكو، في الورقة 11 / أ: «وروي أنّه قيل لأحمدَ بنِ حنبل: ما معنى قول النبيّ عليه السلام (عليٌّ قسيم الجنّة والنار)؟ فقال: صحيحٌ لا ريب فيه! تأويله: إنّ من يُحبّه في الجنّة وإنّ من يُبغضه في النار، فهو قسيم الجنّة والنار، إشارة إلى قوله: (لا يحبُّك إلّا مؤمنٌ تقيّ ولا يُبغضُك إلّا منافقٌ ردي)». ورواه الكنجي في كفاية الطالب: 22، وابن الفُوَطيِّ في مُعجم الألقاب، وابنُ عساكر في تاريخ مدينة دمشق. وفي المنهج الأحمد للعليمي: 1 / 130: قال محمَّد بنُ منصور الطوسيّ: كُنّا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجلٌ: «يا أبا عبدالله! ما تقول في هذا الحديث الذي روي أنّ عليّاً قال: أنا قسيم النار؟»، فقال: «وما تُنكرون ذا مِن ذا؟ أليس روَينا أن النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّمَ قال لعليٍّ لا يُحبّك إلّا مؤمنٌ ولا يُبغضُك إلّا منافق؟!» قلنا: «بلى». قال: «فأين المؤمن؟»، قلنا: «في الجنّة»، قال: «فأين المنافق؟» قلنا: «في النار»، قال: «فعليٌّ قسيمُ النار!». توفّي الطوسي سنة 254 81
وأورده أيضاً الفرّاءُ الحنبليّ في طبقات الحنابلة: 1 / 320.
.82
وفي كتاب مناقب الإمام أحمد بن حنبل للحافظ ابن الجوزي، باب عنوانه «سياق كلامه في عليّ عليه السلام وأهل البيت»، وروى فيها روايات لا بأسَ بذكر بعضها ههنا: روى بإسناده عن السياري عن أبي العبّاس بن مسروق قال: أخبرني عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: كنتُ بين يدي أبي جالساً ذات يوم، فجاءت طائفةٌ من الكرخيّة، فذكروا خلافة أبي بكرٍ وخلافةَ عُمرَ وخلافة عُثمانَ فأكثروا، وذكروا خلافة عليّ بن أبي طالبٍ فزادوا فيها وأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم فقال: «هؤلاء! قد أكثرتم القول في عليّ والخلافة، إنّ الخلافة لم تزيّن عليّاً. بل عليٌّ زيّنها!». قال السيّاريُّ: فحدّثتُ بهذا بعضَ الشيعة، فقال لي: «قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض!»، [طبقات الحنابلة: 1 / 186]. وروى بإسناده عن أحمد بن أبي القاسم بن الريّان قال: سمعتُ عبدالله بن أحمد بن حنبل يقول: حدّث أبي بحديث السفينة، فقلت: «يا أبَه! ما تقولُ في التفضيل؟»، قال: «في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان»، فقلت: «فعليُّ بن أبي طالبٍ؟»، قال: «يا بُنيّ! عليّ بن أبي طالب من أهل البيت لا يقاس بهم أحد»! ثمّ روى قولَ أحمد بن حنبلٍ الذى مرّ مِراراً وهو: «ما لأحدٍ من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصِحاح مثلُ ما لعليٍّ رضي الله عنه». وفي حديثٍ آخَر: عن هشام بن منصورٍ البُخاريِّ يقول: سمِعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقول: «من لم يثبت الإمامة لعليٍّ فهو أضلُّ من حمار أهله»! «مناقب أحمد بن حنبل: 162». وأمّا كلامُه في التفضيل والخلافة - فهو يطابق رأيَ جماعة أهل السنّة - فقد أخرج البَيهقيُّ وابنُ عساكر عن إبراهيم بن سُوَيد الأرمينيّ قال: قلتُ لأحمد بن حنبل: «مَن الخلفاء؟»، قال: «أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ»، قلتُ: «فمعاوية؟»، قال: «لم يكن أحقَّ بالخلافة في زمان عليٍّ من عليّ». تاريخ الخلفاء للسيوطي: 199. وفي تقدُّم عثمانَ على عليٍّ، روي عن صالح بن أحمد بن حنبل قال: سُئل أبي وأنا شاهدٌ عن مَن يقدّم عليّاً على عثمان؟ قال: «يُبَدَّع!»، مناقب ابن الجوزي: 161. وفي الصفحة 112 من المنهج الأحمد للعليمي: عن أبي طالب عصمة بن أبي عصمة قال: سألتُ أحمد بن حنبل عمّن قال: «لعنَ الله يزيدَ بنَ مُعاوية»، فقال: «لا تكلّم في هذا! قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم (لعنُ المؤمنِ كقَتله) وقال: (خيرُ الناس قَرني، ثمّ الذين يَلونَهم»، وقد كان يزيدُ فيهم، فإنَّ الإمساك أحبُّ إليّ»!! و روى ابنُ الجوزي في مناقبه: 164:[ قيل له:] «يا أبا عبدالله! ما تقولُ فيما كان بينَ عليٍّ ومعاوية؟»، فقال أبو عبدالله: «ما أقول فيهم إلّا الحُسنى». قال المروزي: وسمعت أبا عبدالله وذُكر له أصحابُ رسول الله فقال: «رحمهم الله أجمعين ومعاوية وعمرو بنَ العاص وأبا موسى الأشعريَّ والمُغيرة كلَّهم، وصفهم الله تعالى في كتابه فقال: «سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أثَرِ السُجُود»»! ويروي أبو بكر الخلّال عن إسماعيل بن إسحاق الثقفيّ النيسابوريّ أنّ أبا عبدالله أحمدَ بنَ حنبلٍ سُئل عن رجلٍ له جارٌ رافضيّ، هل يسلِّم عليه؟ فقال: «لا! وإذا سلَّم عليه لا يردُّ عليه»!! طبقات الحنابلة: 2 / 14.
مؤلّفات أحمد83
قال ابنُ الجوزي: «كان الإمام لا يَرى وضعَ الكتب، ويَنهى أن يُكتبَ عنه كلامُه ومسائلُه، ولو رأى ذلك لكانت له تصانيفُ كثيرة...» المناقب: 191. ونُقل عنه أنّه كان ينكر على الذين وضعوا كتباً ودوّنوها. وجعل ذلك من البدعة!! اُنظر: مسائل أحمد: مسئلة 1821، مسائل أبي داود - باب في الرأي: 275. قال الذهبيُّ: «وقد دوَّن عنه كبارُ تلامذته مسائلَ وافرة في عدّةِ مجلّداتٍ كالمروزيّ والأثرم و... وذَكر أسماء كثيرة لا نُطيل الكلامَ بذكرها» سيَر أعلام النُبلاء: 11 / 330. يقول عنه ابنُ القيّم أنّه بلغ ما كتب من كلامه وفتواه أكثر من ثلاثين سِفراً. مسائل الإمام: 1 / 90 وأعلام الموقعين: 1 / 128.
1 - المسند.84
قال ابنُ الجوزي: فصنّف المسند وهو ثلاثون ألفَ حديث، وكان يقول لابنه عبدِالله: «احتفِظ بهذا المسند فإنّه سيكون للناس إماماً». ثمّ روى عن ابن السمّاك عن حنبل بن إسحاق قال: جمعَنا أحمد بنُ حنبلٍ أنا وصالحاً وعبدالله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه غيرُنا، وقال لنا: «هذا كتابٌ قد جمعتُه وانتقيتُه مِن أكثر مِن سبعمائة ألف وخمسين ألفاً، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله فارجعوا إليه، فإن وجدتموه فيه، وإلّا فليس بحجّة» المناقب: 191. ولا بأس بمراجعة خصائص المسند لأبي موسى المدينيّ فيه والمصعد الأحمد في ختم مسند الأمام أحمد لابن الجَزَريّ. وحول المسند والكتب التي ألّفت عنه راجع تاريخ التراث العربي لسزگين: 1 / 504 - 505، بروكلمان في تاريخ الأدب العربيّ: 3 / 310 - 311. وقد أثيرت مطاعنُ حول رواية المسند، هل هو من تأليف أحمد أم من تأليف عبدالله، والمشهور بين العلماء والمحقّقين أنّه من تأليف الإمام نفسِه، كما مرَّت الإشارة إليه في كلام ابن الجوزي، ولكن الرأي السائد عند المستشرقين أمثال بروكلمان وگلدزيهر وعند بعض المسلمين أنَّ المسند لم يعمله الإمام أحمد بل هو من عمل ابنه عبدالله! قال الذهبيُّ في أثناء إنكاره كتابَ التفسير المنسوب إلى أحمد بن حنبل: «إنَّ الإمام أحمد كان لايرى التصنيف، وهذا كتاب المسند له، لم يصنّفْه هو ولارتَّبه، ولا اعتنى بتهذيبه، بل كان يَرويه لولده نسخاً وأجزاء، ويأمره أن: ضَع هذا في مُسند فُلان، وهذا في مُسند فُلان» مسائل الإمام أحمد: 1/76.
* مسند أهل البيت عليهم السلام. نسخةٌ منه في دار الكتب المصريّة، من مخطوطات المكتبة التيموريّة، كُتبت في القرن السادس أو السابع. رواية يحيى بن سعدون القُرطُبيّ المتوفّى سنة 567، عن هبة الله بن الحسين عن ابن المذهّب عن القطيعيّ عن عبدالله بن أحمدَ عن أبيه. فيه مُسند الإمام الحسن بن علي، والإمام الحسين بن علي، وعقيل وجعفر ابنَي أبي طالب، وعبدالله بن جعفر رضي الله عنهم أجمعين. كذا وصَفه أحمد تيمور في فهرس مكتبته: 2 / 236 و 323، ناسباً له إلى عبدالله ابن أحمد! ولكنّه ليس لعبدالله، وإنّما هو لأبيه أحمد بن حنبل، وكلُّ رواياته فيه عن أبيه إلّا حديثاً واحداً من زياداته. وهو أيضاً ليس تأليفاً مستقلّاً، وإنّما هو قسمٌ من مسند أحمد، مطبوع في الجزء الأوّل من مسنده، من الصفحة 199 - 206، وفي طبعة أحمد شاكر يقعُ في : 3 / 1719 - 1762. وحقّقه عبدالله اللَيثيّ الأنصاريّ على هذه المخطوطة، وإن كان هناك مخطوطةٌ أقدمُ من هذه، وهي التي في دار الكتب الظاهريّة برقم 1057، كُتبت سنة 509، ففيها مسند العشرة وأهل البيت، فإنّه كما ذكرنا من ضمن مسند أحمد، وإنّما ذكرناه هنا، لأنّ الليثيَّ حقّقه ونشره منسوباً إلى أحمد في بَيروت سنة 1408، من منشورات مؤسّسة الكتب الثقافيّة.85
نقلاً عمّا كتبه المحقّق الطباطبائيّ في كتاب أهل البيت في المكتبة العربيّة: 467، رقم 654.
2 - كتاب الزهد.86
وهو حِكمٌ وأقوال في كلام أهل التُقى والورع، دون إسناد. بروكلمان: 3 / 311. رواه عن أحمد ابنُه عبدالله، وزاد عليه زيادات، قال الحافظ ابن حجر: «وفيه زيادات عبدالله بن أحمد عن غير أبيه». المعجم الفهرس: 236. وقال في تعجيل المنفعة: 8، عنه: «إنّه كتابٌ كبير في قَدَر الثُلث (المسند)، وفيه من الأحاديث والآثار ما ليس في المسند شيءٌ كثير». فعلى هذا ما طُبع منه لا يمثّلُ سوى جزءٍ يسيرٍ من كتاب الزهد الكبير. مقدّمة المُسند، شعيب الأرنؤوط. وللتعرُّف على نسخ الكتاب راجع: فهرس الظاهريّة، قسم الحديث، بقلم محمَّد ناصر الدين الألبانيّ، الصفحة 222، وتاريخ التراث العربي: 1 / 506. والكتاب طُبع مرّاتٍ عديدة، طبع في مكّةَ سنة 1357، وفي بَيروت عام 1981م. باهتمام محمَّد جلال شرف، سنة 1403 طبعَته دار الكتب العلميّة، سنة 1406 بتحقيق محمَّد سعيد بن بسيوني زُغلول، وفي القاهرة سنه 1408، بتحقيق عبد العلي عبد الحميد حامد في 400 صفحة، طبعته دار الريّان للتراث.
3 - كتاب الصلاة، مطبوع ومنه نسخةٌ قيّمة في الظاهريّة. وفي صحّة نسبتها إلى أحمد كلام87
نقل الذهبيُّ في السيَر قولَ ابن الجوزي، في عداد مصنّفات أحمد، الرسالة في الصلاة، ثمّ أضاف: «قلتُ: هو موضوعٌ علَى الإمام!». سيَر أعلام النُبلاء: 11 / 330. وذكره بروكلمان باسم كتاب الصلوة وما يلزم فيها، وقال: «وهو ينكر على من يسبقون الإمام في الصلاة بالركوع والسجود، أو يرفعون أصواتهم إلخ». تاريخ الأدب العربي: 3 / 311 رقم 4. والكتاب طُبع مِراراً منها في الدوحة سنه 1409، باهتمام عبد العزيز عزّ الدين سيروان.
، راجع فهرس حديث الظاهريّة: 221. 4 - مسائل أبي داود السَجِستانيّ88
وهي أجوِبةٌ عن بعض مسائل الفقه، رواه أبو داود سليمان السجستانيّ المتوفّى سنة 275، وللتعرُّف على نسخ الكتاب انظُر: تاريخ الأدب العربيّ: 3 / 312، تاريخ التراث العربي: 1 / 507 . والكتاب طُبع في القاهرة سنة 1353، بتحقيق السيّد محمَّد رشيد رضا. و المسائل يضمُّ إجابات أحمد بن حنبل على أسئلة تلاميذه في الفقه والعقائد والأخلاق، وقد حرّرتلاميذه هذه الإجابات وهي... . سزگين، نفس المصدر. منها المسائل برواية الأثرم حنبل بن إسحاق بن حنبل والميموني والمروزي و... وغيرهم ممّن يبلغ عددهم مأة وثلاثين ونيِّفاً من الرواة للمسائل عن أحمد، قد جمعها مع كتب أخرى أبو بكر أحمد بن محمَّد بن هارون الخَلّال المتوفّى سنة 311 بعنوان الجامع لعلوم - أو الجامع من مسائل - أحمد، هذا ولأبي الحسين محمَّد بن أبي يعلى الفرّاء كتاب المسائل التي حلف عليها إمامنا أحمد بن حنبل، مخطوط بالظاهريّة.
، يوجد منه مخطوطةٌ في الظاهريّة، كتبت سنة 266. 5 - رسالة عن الإمام برواية عبدوس العطّار89
هو أبو محمَّد عبدوس بن مالك العطّار، كان صديقاً وتلميذاً لأحمد بن حنبل، وممّن روى عنه عبدالله بن أحمد بن حنبل، وتاريخ وفاته غير معروف، ربما توفّي حوالي سنة 250، ورسالة عبدوس هذه تتضمّن آراء أحمد بن حنبل (الظاهريّة، مجموع 68، من 9 أ - 15 ب، سماع سنة 529) ولقد وصل إلينا قسمٌ من هذه الرسالة في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: 1 / 241 - 246. تاريخ التراث العربي لفؤاد سزگين: 1 / 509. هذا وقد طبعته دار المنار في السعودية سنة 1411 باسم أصول السنه لإمام أهل السنة أوّله: «سمعتُ أحمد بنَ حنبل يقول: أصول السنّة عندنا التمسُّك بما كان عليه أصحابُ رسول الله...»، في 63 صفحة.
في المكتبة الظاهريّة المجموعة رقم 68 من 9 - 16. 6 - الردّ علَى الجَهَميّةِ والزَنادِقة90
قال ابنُ الجوزي عنه: «في ثلاثة أجزاء»، وذكره سِزگين بعنوان: الرّد على الزنادقة والجهميّة فيما شكّوا فيه من متشابه القرآن وتأوّلوه على غير تأويله. وراجع كلامه للتعرُّف على نُسخ الكتاب وما يتعلّق به تاريخ التراث العربي: 1 / 507). قال الذهبيُّ في السيَر: 11 / 286: «الردّ على الجهميّة موضوعٌ على أبي عبدالله»، وقال محقّقه في الهامش: «يرى الذهبيُّ أنَّ الكتاب موضوعٌ على الإمام أحمد، وقد شككّ أيضا في نسبة هذا الكتاب إلى أحمد بعضُ المعاصرين في تعليقه علَى الاختلاف في اللفظ والردّ على الجهميّة لابن قُتيبة، ومستنَدُه أنَّ في السند إليه مجهولاً... إلى آخره». والكتاب طُبع مِراراً، منها بأوّل شذرات البلاتين ومنها ضمن كتاب عقائد السلف في الإسكندريّة، عام 1971م. باهتمام علي سامي نشّار وعمّار طالبي، وفي القاهرة سنة 1393 طبعته المطبعة السلفيّة بتحقيق محمَّد حسن راشد.
، نسخةٌ منه بخطّ محمَّد بن محمَّد بن عليّ بن أحمد المَقدسيّ الحنبليّ سنة 821، في الظاهريّة، مجموع رقم 116 من 1 - 16. وفي الظاهريّة نسخةٌ أُخرى برقم 7540. راجع فهرس الظاهرية، علوم القرآن: 361. 7 – الأشربة91
وهو: الأشربة الصغير، فقد رواه البَغَويُّ عن الإمام أحمد، وهو مطبوع، طُبع في مطبعة العاني ببغداد بتحقيق صبحي جاسم، وحقّقه أيضاً الدكتور علي المرشد. وتوجد روايةٌ عن حرب الكرمانيّ تنصّ على سِماع عبدالله كتابَ الأشربة - ولعلّه الأشربه الكبير - رواه ابنُ أبي يعلَى الحنبليُّ في كتابه طبقات الحنابلة: 1 / 183.
، منه نسخةٌ قيّمة قديمة في الظاهرية، عليها سِماعٌ بتاريخ سنة 360، المجموع 132، الورقة 1 - 27.92
وأيضا: الأزهر: 1 / 580، حديث 711 في 39 ورقة، في القرن السابع. راجع فهرس معهد المخطوطات العربيّة: 1 / 57.
8 - العِلل ومعرفةُ الرجال93
انظُر فهرس مخطوطات الحديث بالظاهريّة: 222. ذكر العقيليُّ فى الضعفاء: 3 / 239 أنّه قرأه على عبدالله بن أحمد عن أبيه. والكتاب طبع برواية عبدالله في أنقرة عام 1963م.، وفى إستانبول عام 1987م. في جزئين، بتحقيق طلعت قوچ بيكيت وإسماعيل جرّاح أوغلي؛ وهكذا طبع في بيروت - رياض سنة 1408 في أربع مجلّدات، بتحقيق وصيّ الله عباس. وبرواية أبي بكر المروزي، صالح بن أحمد والميمونيِّ طُبع في الهند بتحقيق وصيّ الله بن محمَّد عباس في عام 1988م.
، نسخةٌ قيّمة في أياصوفيا94
أياصوفيا3380، في 180 ورقة، قبل سنة 343. راجع تاريخ التراث العربي: 1 / 507.
. 9 - التفسير، وفيه 120000 حديث مفقود!95
ذكره النديمُ في الفهرست: 285، كما ذكره ابنُ تيميّة في فتاويه غيرَ مرّةٍ من تفاسير السَلَف المتداولة بين الناس مع مدحه وثنائه عليه! الفتاوى: 6 / 389، 13 / 355 و385. هذا وأمّا الحافظ الذهبيُّ فقد أنكر بشدّةٍ وجودَ مثل هذا التفسير، واستدلَّ على ذلك بأدلّةٍ تُزيل الشكَّ وتوجب الظنّ - المتآخم للعلم - بعدم وجوده، حيث قال في السيَر: 11 / 328، في ترجمة الإمام أحمد: «فتفسيره المذكور شيءٌ لا وجودَ له، ولو وُجد لاجتهد الفضلاءُ في تحصيله ولاشتهَر، ثمّ لو ألَّف تفسيراً لما كان يكون أزيَدَ من عشرة آلاف أثر، ولاقتَضى أن يكونَ في خمسة مجلّدات. فهذا تفسيرُ ابن جريرٍ الذي جمع فيه فأوعى، لا يبلُغُ عشرين ألفاً! وما ذَكر تفسير أحمد سوى أبي الحسين ابن المنادي!! فقال في تاريخه...». وكررّه في ترجمة عبدالله أيضاً بكلامٍ أكثر تفصيلاً أوّله: «قلت: ما زِلنا نسمعُ بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه...». سيَر أعلام النُبلاء: 13 / 522.
قال ابنُ المنادي96
في تاريخه، كما نقله كلٌّ مِن ابن الجوزي في المناقب: 191، وأبي موسى المديني في خصائص المسند: 1 / 23، وابن أبي يعلَى الحنبليّ في موضعَين من كتابه طبقات الحنابلة: 1 / 8 و 183.
: «لم يكن أحدٌ أروى عن أبيه منه [أي من عبدالله بن أحمد]، لأنّه سمع المسند وهو ثلاثون ألفاً، وسمع التفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً»97
لكلامه تتمّةٌ تأتي في الرقم (14) أي الناسخ والمنسوخ.
، تاريخ بغداد: 9 / 375. 10 - كتاب السنّة98
بصيغته الكبرى كتاب السنة الكبير وبصيغته الصغرى كتاب السنّة الصغير، بعنوان السنّة أو اعتقاد أهل السنة، راجع كلام سزگين في تاريخ التراث العربي: 1 / 506. وقال بروكلمان: «كتاب السُنّة موصل المعتقد إلى الجنّة، وهو من نوع كتب العقيدة». تاريخ الأدب العربى: 3 / 311. طُبع مِراراً، منها طبعة دار المنار في السعوديّة سنة 1411، باسم أصول السنّة، ومنها طبعة دار القيّم في الدمّام سنه 1406، بتحقيق د. محمَّد سعيد سالم القحطانيّ.
، مطبوع. 11 - في الظاهريّة، المجموعة رقم 15، من الورقة 43 - 55، الجزء الثاني من حديث أبي زُرعة الدِمَشقيِّ، وأسئلة منه لأحمد عن بعضها، وفيه في الورقة 51: «عن أحمد بن صالح قلتُ لأحمد بن حنبل: رأيتَه أحسن حديثاً منه - يعني عبدالرزاق؟ قال: لا! قال أبو زُرعة: عبد الرزّاق أحد من قد ثبت حديثُه». مصوّرة المكتبة، رقم 2612. 12 - وفي الظاهريّة أيضاً، التذكرة في أصول الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، مصوّرة في المكتبة، برقم 2602. 13 - صفة الفتوى والمفتي والمستفتي99
لم أجدهُ في المصادر، والمذكور بهذا العنوان هو كتاب في المسائل الأصوليّة لأحمد بن حمدان ابن شبيب، أبو عبدالله نجم الدين الحرّانيّ النُميريّ المتوفى سنة 695، أحدُ فقهاء الحنابلة في عصره، مؤلّفاته كلُّها مخطوطة - كما ذُكر في دائرة المعارف الإسلاميّة الكُبرى: 6 / 718 - غير هذا الكتاب، فقد طُبع في دمشق بتحقيق محمَّد ناصر الدين الألبانيّ، طبعته دار الكتب في سنة 1380.
. 14 - الناسخ والمنسوخ، ذكر الخطيبُ في تاريخ بغداد: 9 / 375، في ترجمة عبدالله بن أحمد بن حنبل: «قال ابن المنادي: لم يكن أحدٌ أروى عن أبيه منه، لأنّه سمع المسند وهو ثلاثون ألف حديث والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً، سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادةً100
الوجادة: هي أن يجدَ الشخصُ أحاديثَ بخطّ راويها، أو في كتب المؤلّفين المعروفين، فحينئدٍ لا يجوز أن يرويَها عن أصحابها، بل يقول: «وجدتُ بخطّ فلان»، إذا عرف الخطّ ووثق منه، أو يقول: «قال فلانٌ»، أو نحو ذلك.
، وسمع الناسخ والمنسوخ، والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدّم والمؤخّر في كتاب الله تعالى، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ»101
على ما أضافه الخطيب (التاريخ، حديث شعبة و...) المذكور هنا من تأليفات أحمد يكون عشرين مؤلّفاً، هذا وقد زاد بعضُ المؤلّفين كالنديم وابن الجوزي والذهبيّ و... عدداً آخر من الكتب، قد تصل مؤلّفاته إلى أكثر من ذلك، راجع تاريخ التراث العربي: 1 / 504، وتاريخ الأدب العربي: 3 / 310، ومقدّمة فضائل الصحابة لأحمد بقلم وصيّ الله بن محمَّد عبّاس، حيث ذكر تسعةً وثلاثين كتاباً لأحمد بن حنبل مع الإشارة إلى ما نقله بروكلمان وسزگين وغيرهما. فضائل الصحابة: 1 / 25 - 27.
. قال ابن ماكولا في الإكمال في كلام له: «لأنّ عبدالله بن أحمد إمام يفهم ما يقول ويُتقنُه، وأبوه الإمام غير مدافع في هذا العلم»! الإكمال: 7 / 212.
ترجمة عبدالله
[عبدالله بن أحمد بن محمَّد بن حنبل بن هلال بن أسد أبي عبد الرحمن الشيباني
102
مصادر ترجمته: تاريخ بغداد: 9 / 375؛ مناقب أحمد لابن الجوزي: 306؛ تاريخ الإسلام : 21 / 197 (وذكر محقّق الكتاب في الهامش مصادرَ كثيرة في ترجمة عبدالله)؛ سير أعلام النبلاء :13 / 216-526؛ طبقات الحنابلة: 1 / 180؛ تهذيب الكمال: 14 / 285؛ البداية والنهاية: 11 / 96؛ المنتظم: 6 / 286. هذا وقد ترجم له الدكتور علي سليمان المُهنّا في مقدّمة كتاب مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبدالله ترجمةً مفّصلة مستوعبة تقعُ في الجزء الأوّل من الكتاب من الصفحة 45 إلى 85، وفي نهايتها عدّ 27 مصدراً من مصادر ترجمة عبدالله.
]
قال الجزريُّ في المصعد الأحمد103
المصعد الأحمد لابن أثير الجزريّ في ضمن طلائع المسند في الجزء الأول من مسند أحمد بتحقيق أحمد شاكر: 38-40.
: 38: «وُلد سنة 213، وطلب الحديث في حداثته104
اشتغل بالعلم مُبكّراً في حداثة سنّه، وكان لتبكيره أثرٌ ملموسٌ وكبير في كثرة شيوخه ومرويّاته. كان عبدالله كثيرَ السؤال عن أبيه، وكان أروَى الناس عن أبيه، وسمع معظم تصانيفه وحديثه. روَى الخطيب في التاريخ: 9 / 376، عن أبي زُرعة أنّه قال: قال لي أحمد بن حنبل: «ابني عبدالله محظوظ من علم الحديث - أو من حفظ الحديث - لا يكاد يذاكرُني إلاّ بما لا أحفظ». وقال أبو عليّ ابن الصوّاف: قال أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد: «كلُّ شىءٍ أقول قال أبي قد سمعتُه مرّتين وثلاثة، وأقلّه مرّة!». وقد توفّيَ والدُه وعمرُه آنذاك ثمانٍ وعشرون سنة!
، توفّي يوم الأحّد 21 جُمادَى الآخِرة سنة 290. وأكبرُ شيخٍ له يحيَى بنُ عبدون من أصحاب شُعبة، روى عن قُتيبة بن سعيدٍ بالإجازة، وشيوخه يزيدون على الأربعمائة105
سيأتي بعد هذا سردُ عددٍ من شيوخه ذيل عنوان «مشايخ عبدالله».
، وروى عن أبيه المسند والتفسير والزهد والتاريخ والعلل والسنة والمسائل وغير ذلك106
تقدّم في «تأليفات أحمد» قول ابن المنادي فيه، وهو: «لم يكن في الدنيا أحدٌ أروى عن أبيه منه، لأنّه سمع المسند، وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير، وهو مائة ألف وعشرون ألفاً، سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادةً، وسمع الناسخ والمنسوخ، والتاريخ وحديث شعبة، والمقدّم والمؤخّر في كتاب الله تعالى، وجواباتالقرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ». رواه الخطيب في ترجمة عبدالله من تاريخ بغداد وأضاف: «قال: وما زِلنا نرى أكابرَ شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتّى إنّ بعضَهم أسرف في تقريظه إيّاه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه»!
». وقال في الصفحة 39: «قال الخطيب107
تاريخ بغداد: 9 / 375.
: كان ثقةً ثبْتاً فهِماً، قال الذهبيُّ:108
قال الذهبيُّ في سير أعلام النبلاء: 13 / 523: «ولعبدالله كتاب الرد على الجهميّة في مجلّدٍ، وله كتاب الجمل». وذكر له بروكلمان كتابَين أيضاً وهما 1. كتاب السنن في الرد على المعتزلة والجهمية، 2. مسند الأنصار. تاريخ الأدب العربيّ، الترجمة العربية: 3 / 313.
له من التصانيف كتاب السنة109
جاء في مقدّمة كتاب العلل ومعرفة الرجال بتحقيق وصيّ الله عبّاس: 1 / 93: «وله [أي لعبدالله ]مصنّفات أهمّها كتاب السُنّة، (طبع بتحقيق الأخ محمَّد سعيد القحطانيّ رسالةً للدكتوراه)، الذي سمّاه [أي كتاب السُنة] الشيخ الكوثريُّ في مقالاته كتاب الزيغ! ونال من عبدالله ووصمه بالقرينة والتجسيم من أجله...»!
مجلّدٌ، كتاب الجمل والوقعة مجلّدٌ، وكتاب سؤالاته أباه، وغير ذلك».110
جاء في مقدّمة كتاب المسائل: 1 / 70: «كان همُّ عبدالله بن أحمد أن يجمع ويستوعبَ مآثر والده روايةً ودراية، فركّز على رواية مؤلّفاته وتقييد إجاباته وأقواله في التفسير والحديث و... ومن أجل ذلك لم تكثُر مؤلّفاتُه الخاصّة، إلاّ أنّه لم يغفل عن إضافات وزيادات في مؤلّفات أبيه، حيث أودع فيها مرويّاته عن شيوخه الآخرين...». وهذا ما ذكره فؤاد سزگين في كتابه تاريخ التراث العربي، من آثار عبدالله : 1 - كتاب السُنّة، طُبع بالقاهرة سنة 1349. 2 - مسند الأنصار، مخطوطٌ بالظاهريّة. 3- فضائل عثمان بن عفّان، رواه عن والده. 4 - زوائد فضائل الصحابة. 5 - تنقيح مسائل والده، مخطوط بالظاهريّة.[ذكره الألبانيُّ في فهرس الظاهرية: 355، وقد طبع الكتاب في ثلاثة أجزاء بتحقيق الدكتور علي سليمان المُهنّا سنة 1406، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنوّرة]. 6 - ثلاثيّات من مسند والده، مخطوطة منه في مكتبة تشستربيتي 3487، ذكره مرّة في ضمن مختصرات المسند، وأُخرى من تأليفات عبدالله تاريخالتراث العربي : 1 / 511، والثلاثة أحاديث التي رواها الإمام أحمد عن النبيّ صلّى الله عليه في المنام، ذكره الألبانيُّ في فهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية: 354، في ضمن كتب عبدالله بن أحمد.
وقال في الصفحة 40: «فلأن أكون في جوار نبيّ أحبّ إليَّ من أن أكون في جوار أبي!111
قال ابن الجوزي في المناقب: 306: «ولمّا مرض قيل له: أين تحبّ أن تُدفن؟ فقال: صحّ عندي أن بالقطيعة نبيّاً مدفوناً ولأن أكون... ودفن في آخر النهار في مقابر باب التبن، وصلّى عليه زهير ابن أخيه». وذكره أيضاً ابنُ أبي يعلى في طبقات الحنابلة: 1 / 188. وجاء في مُعجم البُلدان: «باب التبن: محلّةٌ كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر». قال ياقوت: «وبها قبرُ عبدالله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه، دُفن هناك بوصيّةٍ منه...».
روى عنه:
النَسائيّ.
ابن أبي حاتم.
يحيَى بن صاعد112
في تهذيب الكمال: يحيى بن محمَّد بن صاعد.
.
أبو عُوانة الإسفرائنيّ113
أبو عُوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني.
.
أبو بكر النجاد114
أحمد بن سلمان بن الحسين بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النجاد، كان له في جامع المنصور حلقتان قبل الصلاة للفتوى على مذهب أحمد، وبعد الصلاة لإملاء الحديث. ويقال إنّه ألّف كتاباً كبيراً في السنن، وكتبا آخر في الفقه الحنبليّ. توّفي سنة 348 / 2959. انظُر طبقات الحنابلة: 2 / 7 - 12، تاريخ التراث العربي، الفقه: 1 / 513.
.
أبو القاسم البَغَويّ115
عبدُالله بن محمَّد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، أبو القاسم ابن بنت أحمد بن منيع، بغويّ الأصل، وُلد ببغداد سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقيل سنة أربع عشرة، ومات ليلة الفِطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ودفن بمقبرة باب التبن التي دفن بها عبدالله بن أحمد. طبقات الحنابلة: 1 / 190.
.
الطَبَرانيّ116
سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطير اللَخميّ الطَبَرانيّ أبو القاسم، كان أحدَ الأئمة والحفّاظ في علم الحديث، وله تصانيف مذكورة وآثار مشهورة منها المعجم الكبير، والأوسط، والصغير، مولده بعكّا سنة 260، ومات بأصبهان سنه 360. طبقات الحنابلة: 2 / 49-51.
.
أبو عليّ ابن الصَوّاف117
محمَّد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبدالله، أبو عليّ المعروف بابن الصوّاف. روى عن عبدالله كتاب العلل ومعرفة الرجال، توفّيَ سنة 359. طبقات الحنابلة: 2 / 64.
.
القاضي المَحامِليّ118
الحسين بن إسماعيل بن محمَّد، أبو عبدالله الضَبّي المَحامليّ البغداديّ، ترجم له الدكتور إبراهيم القيسي في مقدّمته على أماليه من الصفحة 15 إلى 29، طبعة المكتبة الإسلاميّة سنة 1412.
.
أبو الحسن أحمد بن محمَّد اللنبناني119
اللُنبناني: بضمّ اللام وسكون النون وفتح الباء الموحدة وفي آخرها النون. قال ابن الأثير في اللباب: 3 / 133: «هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان ولها باب يقال له باب لُنبان، ينسب إليها جماعة، منهم...».
.
أبو بكر [ محمّد بن عبدالله بن إبراهيم] الشافعيّ.
أبو بكر القَطيعيّ120
أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر القطيعيّ. ستأتي بعد هذا ترجمةٌ مستقلّةٌ له، ونذكر في الهامش مصادر ترجمته.
.
أبو بكر [عبدالله بن محمَّد ابن النيسابوريّ] بن زياد.
أحمد بن كامل121
هو أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة البغداديّ الشجريّ، كان مفسّراً ومؤرّخاً ولغويّاً، وكان تلميذاً لمحمّد بن جريرٍ الطبَريِّ، وتولَّى القضاء بالكوفة لمدّةٍ من الزمن. توفّيَ سنة 350 / 2961. تاريخ التراث العربي: 1 / 523 - 524.
.
محمَّد بن مخلَّد [الدوري].
دعلِج بن أحمد [السجستانيّ].
أبو سهل [أحمد بن محمَّد بن عبدالله] بن زياد القَطّان.
أبو الحسين ابن المنادي122
أحمد بن جعفر بن محمَّد بن عبيدالله، أبو الحسين ابن المنادي، قد أكثر الرواية عن عبدالله، صنّف كتباً كثيرة، مات سنة 336. راجع طبقات الحنابلة: 2 / 3-6.
.
أبو أحمد [محمَّد بن أحمد بن إبراهيم] الغسّال الأصبهانيّ.
أحمد بن محمَّد بن هارون الخلّال.123
هو أبو بكر، أحمد بن محمَّد بن هارون، المعروف بالخلّال البغداديّ، كان أحدَ العلماء البارزين في المدرسة الحنبليّة، درس على أكثر تلاميذ أحمد بن حنبل وعلى الأخصّ ابن عمّه وأولاده. له التصانيف الدائرة والكتب السائرة، من ذلك: الجامع، والعلل، والسنّة، والطبقات و... غير ذلك. روى مسائل عبدالله وآخرين، توفّيَ سنة 311 / 2923. تاريخ التراث العربي، الفقه : 1 / 511 - 512، طبقات الحنابلة: 2 / 12-15، تاريخ الأدب العربي: 3 / 313.
إسماعيل بن عليّ الخطبي.124
إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل ، أبو محمَّد الخطبي ، سمع عبدالله بن أحمد والحارث بن أبي أسامة وغيرهما. روى عنه الدارقُطنيُّ، وأبو حفص بن شاهين وغيرهما. كان فهماً عارفاً بأيّام الناس وأخبار الخلفاء وصنّف تاريخاً كبيراً، قال الدارقطني: ثقة. مات سنة 350. طبقات الحنابلة: 2 / 118. هذا، وفي تهذيب الكمال: 14 / 288 ذكر المزّيُّ أسماء أخر من الراوين عن عبدالله (كإسحاق بن أحمد الكاذي، الخضر بن المثّنى الكنديّ ومحمَّد بن خلف وكيع القاضي و...) ونقتصر هنا بما كتبه الوالد رحمه الله ووجدناه في مسوّداته. غفر الله له وأسكنه فسيح جنّاته.
مشايخ عبدالله125
قد تقدَّم أنَّ مشايخه كثيرون يزيدون علَى الأربعمائة، وقد سرد عدداً كبيراً من هؤلاء الحافظُ المزّيُّ في تهذيب الكمال في ترجمة عبدالله: 14 / 286-288، والذهبيُّ في سير أعلام النبلاء: 13 / 518-520. وقال شمس الدين ابن الجزريّ في المصعد الأحمد: 34 : «وأمّا شيوخ ابنه عبدالله الذين روى عنهم في مسند أبيه فعدّتهم مائة وثلاثة وسبعون رجلاً، وقد أثبت ذلك، وذكرتهم في كتابي المصعد الأحمد ولكن شيوخه الذين روى عنهم وسمع منهم يزيدون علَى الأربعمائة، ذكره الحافظ ابن نقطة في كتابٍ مفرد».
إبراهيم بن الحجّاج السُلمي.
أحمد بن مَنيع البَغَويّ.
أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجُمانيّ.
الحسن بن حمّاد سَجّادة.
الحَكَم بن موسى.
داود بن رشيد.
أبو الربيع الزَهرانيّ.
داود بن عمرو الضَبّي.
عبد الأعلى بن حمّاد النَرسيّ.
عُبيدالله بن مَعاذ العنبريّ.
سُريج بن يونس.
أبو بكر ابن أبي شيبة.
عثمان بن أبي شيبة.
كامل بن طلحة الجَحدَريّ.
الهَيثم بن خارجة.
يحيى بن عبدويه مولى ابن المهدي.
منصور بن أبي مُزاحم.
محمَّد بن جعفر الوَركانيّ.
محمَّد بن الصَباح الدولابيّ.
يحيى بن مَعين.
شيبان بن فَروخ.
عبّاس بن الوليد النَرسيّ.
أبو خُثيمة زُهير بن حرب.
سُوَيد بن سعيد.
عليّ بن حكيم الأوَديّ.
محمَّد بن أبي بكر المقدّميّ.
زكريّا بن يحيى زحموَيه.
عبدالله بن عمرو بن أبان الجُعفيّ.
هارون بن معروف.
سفيان بن وَكيع بن الجرّاح.
محمَّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
سلمة بن شبيب.
أبو معمر الهُذَليّ.
صالح بن عبدالله الترمذيّ.
محمَّد بن عبيد بن حساب.
عمرو بن محمَّد الناقد.
أحمد بن إبراهيم الدورَقيّ أبو عبدالله.
عليّ بن مسلم بن سعيد الطوسيّ.
ترجمة القَطيعيّ
126
تاريخ بغداد : 4 / 73 ، تاريخ الإسلام : 25 / 389، سير أعلام النبلاء: 16 / 210 ، طبقات الحنابلة : 2 / 6و7، المنهج الأحمد: 2 / 57، لسان الميزان: 1 / 145، الأنساب: 10 / 203، المنتظم: 7 / 92، البداية والنهاية: 11 / 293.
أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب بن عبدالله القطيعيّ127
بفتح القاف وكسر الطاء وسكون الياء - نسبةً إلى القطيعة - وهي مواضع وقطائع في محالّ متفرّقة ببغداد منها «قطيعة الرقيق» محلّة في أعلى غربيّ بغداد وإليها ينسب أبو بكر ابن مالك.
. وُلد في محرّم سنة 274 وتوفّيَ في ذي الحجّة سنة 368. سمع محمَّد بن يونس الكديميّ وإبراهيم الحربيّ وإسحاق بن الحسن الحربيّ وبِشر بن موسَى الأسديّ، وإدريس الحدّاد وأبو يعلى الموصليّ.128
ومن شيوخه أيضا: أبو مسلم الكجّي وعبدالله بن أحمد بن حنبل - سمع منه المسند - وأحمد ابن عليّ الأبّار وأبو خليفة الجُمَحيّ وأبو شعيب الحرّاني، قال الذهبيُّ بعد عدّ شيوخه: «وطائفةٌ كثيرة. وكان مسند العراق في زمانه».
قال ابنُ الجزريّ في المصعد الأحمد: 42: «اجتمع في عصره أربعةٌ بهذا الاسم والنسب!. ارتحل إلَى البصرة والكوفة والموصل وواسط. وكان مُكثراً عن ابن الإمام أحمد، سمع منه المسند والزهد والفضائل والتاريخ والمسائل». ونقل أبو موسى المَدينيّ المتوفّى سنة 581 في كتابه خصائص المسند: 24129
وفي طبعة مكتبة التوبة في الرياض في الصفحة 16.
: قال أبو عبدالله الأسديُّ [الحسين بن أحمد] وسمعتُ أبا بكر ابن مالك يقول: حضرتُ مجلسَ يوسف القاضي سنة 285 أسمع منه كتاب الوقوف، فقال لي: مَن عنده مسند أحمد والفضائل أيش يعمل ههنا؟ قال محمَّد بن الحسين بن بُكَير: سمعت القَطيعيَّ يقول: كان عبدالله بن أحمد يجيئنا فيقرأ عليه عمّ أبي أبو عبدالله ابن الجصّاص فيقعدني عبدالله في حُجره حتّى يقال له يؤلمك، فيقول: إنّي أحبُّه!130
تاريخ بغداد: 4 / 73، سير أعلام النبلاء: 16 / 212.
وقال أبو عبد الرحمن السُلَميُّ: «سألت الدارقُطنيَّ عن القَطيعيّ، فقال: ثقةٌ زاهد... سمعت أنّه مجاب الدعوة»131
سير أعلام النبلاء: 16 / 212.
. وقال ابنُ الجزريّ132
المصعد الأحمد: 42.
: «وقال الحاكم: هو ثقةٌ مأمون». وقال الخطيب:133
تاريخ بغداد: 4 / 73 وعنه في تاريخ الإسلام: 25 / 90.
«لم نر أحداً [امتنع من الرواية عنه، ولا] ترك الاحتجاج به».134
وأورد ابن حجر كلامَ الحاكم والخطيب في لسان الميزان: 1 / 145.
ولمّا مات دُفن في مقابر باب حرب عند قبر أحمد بن حنبل، تاريخ بغداد: 7414. حدّث عنه:
الحاكم، فأكثر.
الدارقطنيّ.
ابن شاهين.
ابن رزقويه.
ابن أبي الفوارس.
القاضي الباقلانيّ.
أبو بكر البَرقانيّ.
أبو نعيم.
أبو عليّ ابن المذهّب.
أبو محمَّد الجوهري.135
هو آخِرُ من روى عنه في الدنيا، كما قاله الذهبيُّ في ترجمة القَطيعيّ من تاريخ الإسلام، وهناك كثيرون ممّن حدّث عنه وردت أسماؤهم في كتب التراجم [انظر سير أعلام النبلاء: 16 / 211].
ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام من تاريخ دمشق: رقم 191.
المصدر السابق: رقم 278.
والخامسة من مناقبه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غزا على ناقته الحمراء وخلّف عليّاً، فنفست ذلك عليه قريش، وقالوا: إنّه إنّما خلّفه أنّه استثقله وكره صحبتَه! فبلغ ذلك عليّاً، قال: فجاء حتّى أخذ بغرز الناقة، فقال عليّ: زعَمَت قريشُ أنّك إنّما خلّفتني أنّك تستثقلُني وكرِهتَ صحبتي! قال: بكى عليٌّ. قال: فنادى رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم في الناس، فاجتمَعوا، ثمّ قال: أيّها الناس! ما منكم أحدٌ إلاّ وله حامة، أما ترضى يا ابنَ أبي طالبٍ أن تكونَ منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي؟ فقال عليٌّ: رضِيتُ عن الله ورسوله.
تاريخ ابن عساكر: رقم 565.
أخرجه ابن عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق بطريقين.
يأتي في الفضائل برقم 201 وراجع رقم 79.
المسند: 3 / رقم 1532.
ابن أبي الحديد: 6/44.
يأتي في الفضائل برقم134.
أخرجه البيهقيُّ في السنن: 1 / 31، إلى قوله: (أن تذكرَ عليّاً) وحَذَف كلمةَ (بخيرٍ) فقط. وأخرجه أحمد في المسند: 6 /34، إلى قوله: (لم تطب نفساً) وحَذَف الباقي فجعله مَبتوراً. وأخرجه البخاريُّ في الصحيح إلى (في الأرض) وحَذَف (وقال عبيدُ الله...) إلى آخره. هذا ولو فرضنا أنّ ابنَ عبّاس أيضاً لم يصرِّح بذلك فإنّ تكنيتَها عن اسم عليٍّ تدلّنا عليه! مسند أحمد: 6 / 34، تاريخ الطبري: 3 / 189، سنن البيهقي: 1 / 31، ابن ابي الحديد: 13 / 28، فتح الباري: 2 / 123 ، الجامع المسند لأبي حفص عمر بن محمَّد بن بجير، الجزء الثلاثون ، الورقة 3.
مسند أحمد: 6 / 228 - 229.
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 58.
أخرجه الحافظ ابن عساكر برقم 246.
المصنّف: 12/68 رقم 12141، مسند أبي يعلى: 11/307، وأخرجه ابنُ جَريرٍ الطَبَريُّ في كتابه في الغدير، رواه عنه ابن كثير في تاريخه: 5/213.
كتاب الشورى، مصوَّرة مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام: المجموع 2568 الورقة 125.
ورواه الحاكم الحَسكانيُّ في شواهد التنزيل برقم 130.
نقض العثمانيّة: 293، ورواه ابنُ أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 3 / 258 و 13 / 231.
وأورده ابنُ حجر في الصواعق: 76.
المستدرك: 3 / 121 [ أحاديث رواها الحاكم تُثبت إشاعة سبّ أميرالمؤمنين آنذاك جهراً وعلانية].
الآحاد والمثاني: 1 / 152 رقم 189.
ابن عساكر: 4 / رقم 137، المستدرك للحاكم: 3 / 113، جواهر المطالب للباعوني: 96 [2 / 98]، نظم درر السمطين: 148، سمط النجوم العوالي: 2 / 511 عن ابن الضحّاك في الآحاد والمثاني.
ورواه أبو نُعيمٍ في حِلية الأولياء: 1 / 84 بإسنادٍ آخَر عن عَنبَسة النحويِّ قال: «شهدتُ الحسن بن أبي الحسن وأتاه رجلٌ من بني ناجية فقال: يا أبا سعيد...».
وقد أخرجه في كتابه مقتل الحسين عليه السلام: 1 / 111 بهذا الإسناد أيضاً مقتصراً على قسم من الحديث ممّا يخصُّ الحسن والحسين عليهما السلام. وأورده المرزبانيُّ في المقتبس، والحافظ اليَغموري في نور القبس المختصر من المقتبس: 251 موجزاً.
الحديث طويلٌ لا يحتمله المقام. فمَن أراده فليراجع مناقبَي ابن المَغازليّ والخوارزميّ المطبوعَين غيرَ مرَّة.
يعقوب بن سفيان الفَسَويّ - المتوفى سنه 277 ه . - في المعرفة والتاريخ: 2 / 764.
ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 245.
الجزء التاسع في ترجمة عباية، الورقة 174، من مصوّرة مكتبة أميرالمؤمنين عليه السلام، والصفحة 343 من مخطوطة الظاهريّة، وميزان الاعتدال للذهبيّ: 2 / 387، وابن عساكر في ترجمة عليّ عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 246.
روي مرفوعاً وموقوفاً: أمّا الحديث المرفوع فقد رواه أميرالمؤمنين عليه السلام وحُذيفة عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «علىٌ قسيم النار». أمّا مارواه عليٌّ، فقد أخرجه الفَسَويُّ في المعرفة والتاريخ: 2 / 764، والدارقُطني في العلل: 6 / 273 رقم 1132، وأخرجه ابن المَغازليّ في مناقبه: 67، عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «إنّك قسيم النار، وإنّك تَقرع بابَ الجنّة فتدخُلُها بغير حساب» فرائد السمطين: 1 / 325، كفاية الطالب: 71. أمّا ما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام موقوفاً أنّه قال: «أنا قسيم النار» فقد أخرجه الفَسَويّ في المعرفة والتاريخ: 3 / 192، وابن قُتيبة في غريب الحديث: 2 / 150، وأخرجه الخطيبُ البغداديّ، ومن طريقه الحافظ ابنُ عساكر في ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: 2 / 243 رقم 761، بلفظ: «أنا قسيم النار يومَ القيامة، أقول: خُذي ذا، وذَري ذا». الفائق: 3 / 195، النهاية: 4 / 61، البداية والنهاية: 7 / 355، ولكثرة طرُقِ الحديث وأسانيده فقد جمعها الحافظ ابنُ عقدة - المتوفى سنة 333 ه . - فألّف كتاباً مفرداً فيه، ذكره له النجاشيُّ والطوسيُّ في فهرسَيهما: 94 و 53، في عِداد مؤلَّفاته الكثيرة باسم: مَن روى عن عليٍّ عليه السلام قسيم النار. من فضائل اميرالمؤمنين بقلم المحقّق الطباطبائيّ المطبوع في: المحقّق الطباطبائيّ في ذكراه السنويّة الأولى: 1 / 462.
تاريخ مدينة دمشق: 42 / 14.
نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والبتول والسبطين تأليف جمال الدين محمَّد بن يوسف الزَرَنديّ الحَنَفيّ المَدَنيّ، ذكر في القسم الثاني من السِمط الأوّل من كتابه - طبعة النجف الأشرف - في الصفحة 80، قولَ الشعبيّ أنّه قال: «لو رضوا منّا بأن يقولوا: رحم الله عليّاً إن كان لقريب القرابة قديم الهجرة عظيم الحقّ زوج فاطمة وأبا حسن وحسين، لكان في ذلك فضل! فكيف وله من المناقب والفضائل ما ليس لغيره (رض)» وروي أنّ رجلاً قال لابن عبّاس: «ما أكثرَ مناقب عليٍّ وفضائله، إنّي لأحسبهما ثلاثة آلاف»، قال: أوَلا تقولُ إنّها إلى ثلاثين ألف أقرب! ثمّ نقل في الصفحة نفسها قول أحمد بن حنبل في كثرة فضائله عليه السلام.
الرياض النضِرَة: 2 / 282 الطبعة الثانية 1372 هـ. .
التبيين في أنساب القرشيّين، طبعة بيروت، صفحة 121.
وفي الطبعة المعتمَد عليها في تحقيق الفضائل - وهي طبعة مكتبة الهُدى في النجف مع مقدّمة السيّد طيّب الجزائريّ - في الصفحة 72.
الطُيوريّات: 748-11م، وقال محقّقه في الهامش: ذكره ابنُ حجر في فتح الباري: 7 / 104 وقال: أخرجه ابنُ الجوزي من طريق عبدالله بن أحمد بن حنبل، وذكره أيضاً المُبارَكفوري في تحفة الأحوذي: 10 / 231، وردَّد قولَ ابن حجر.
ذكره العلّامةُ عليُّ بن عيسى الإربِليُّ في كتابه كشف الغُمّة في معرفة الأئمّة: 1 / 29 - 31. والكلام للجاحظ وهو جزءٌ من رسالةٍ له اطّلع عليها المؤلّف وذكر مختصراً منها في كتابه كشف الغُمّة، وما نراه في مصادرَ أُخرى كلَّها منقولةٌ عن الإربليّ في كتابه هذا، حيث أورد فيه فصلاً في فضل بني هاشم، وقال: «ومن ذلك [أي ممّا يتعلّق بفضل بني هاشم] رسالةٌ وقعت إليَّ مِن كلام أبي عُثمان عمرو بنِ بَحر الجاحظ أذكرُها مختصراً لها، قال: إعلم حفظك الله...» إلى أن قال (1 / 31): «فأمّا عليُّ بن أبي طالب فلو أفردنا لأيّامه الشريفة ومقاماته الكريمة ومناقبه السنيّة كلاماً لأفنينا في ذلك الطواميرَ الطوال، العِرقُ صحيحٌ والمنشأُ كريم، والشأنُ عظيمٌ والعَمَلُ جَسيم، والعِلم كثيرٌ والبَيان عجيب، واللسانُ خطيبٌ والصدر رحيب، فأخلاقُه وِفق أعراقه، وحديثُه يَشهد لقديمه، وليس التدبيرُ في وصف مثله إلّا ذكر جمل قدره، واستقصاء جميع حقّه، فإذا كان كتابُنا لا يحتمل تفسيرَ جميع أمره ففي هذه الجملة بَلاغٌ لمن أراد معرفةَ فضلِه...»، ينابيع المودّة، طبعة دار الأسوة: 1 / 461، كشف اليقين:193.
رواه الحاكم بإسناده عن محمّد بن منصور الطوسيّ وابن الجوزي في المناقب كذلك بواسطة عبدالله بن أحمد بن حنبلٍ عن أبيه.
مِن الطبعة القديمة (المطبعة الحيدريّة في النجف، سنة 1385 ه )، وفي طبعة مؤسّسة النشر الإسلاميّ في قُم، سنة 1411: 33 و 34.
الباب الأربعون (في كون عليٍّ شبيهاً بالأنبياء...)، وقول ابن عبّاس هو ما تقدّم نقلاً عن الزَرَنديّ في نظم درر السمطين في الهامش في جواب رجل: «أوَلا تقولُ إنّها إلى ثلاثين ألفاً أقرب».
الكامل في التاريخ، طبعة دار صادر في بيروت: 3 / 399، نقلَ قولَ أحمد بن حنبل، وفي: 3 / 402، قال: «ومناقبُه لا تُحصى، قد جمعتُ قضاياه في كتابٍ مفرد»، وهكذا في أسد الغابة: 4 / 123 قال: «وبالجملة فمناقبه عظيمةٌ كثيرةٌ...».
من طبعة مطبعة الغَري فيالنجف، سنة 1356 هـ .
الطبعة القديمة المطبوعة سنة 1329 ه ، وفي طبعة دار المعرفة في بيروت، سنة 1400: 2 / 473 نقل قول أحمد المتقدّم.
طبعة موسكو في الصفحة 67.
الطبعة القديمة مع مقدّمة السيّد محمّد مهدي الخِرسان.
شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني، تحقيق العلّامة المحموديّ، فصل (1) من الصفحة 15 إلى 22، ونقل قول أحمد بن حنبل في الصفحة 18 و 19.
المصعد الأحمد لابن الجَزَريّ: 34. المسند، طبعة دار الفكر الأخيرة، 10 / 461.
سيأتي نصُّ كلامه ذيل عنوان «من روى عن كتاب الفضائل» الرقم (2).
سيأتي نصُّ كلامِهم ذيل عنوان (من روى عن كتاب الفضائل) بعد هذا.
طبعة سنة 1356، مطبعة الغَري في النجف.
وفي طبعة دار الكتب العلميّة في بيروت: الجزء الحادي عشر، الصفحات 132 و 133 و 242 و 245 و 247 و 249 و 252.
وهو أبو جعفر محمَّد بن سليمان الكوفيّ، قاضي صَعدَة، له كتاب مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام، كما ذكر. ذكره له المحقّق الطباطباييُّ قدّس سرُّه في كتابه أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربيّة، طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، في الصفحة 569 رقم 716. وقد طبع بتحقيق العلّامة الشيخ محمّد باقر المحموديّ رحمه الله.
وفي الطبعة الأخيرة من تاريخ دمشق: 5 / 252 رقم 136.
هذه ترجمةٌ موجزةٌ كتبها الوالدُ رحمه الله لأحمد بن حنبل في كتابه أهل البيت في المكتبة العربيّة: 605.
قد تَرجم للإمام أحمد مؤلّفو كتب التراجم تراجمَ حافلة، منهم الحافظُ الذهبيّ في تاريخ الإسلام تقع في الجزء 18 من الطبعة الجديدة المحقَّقة منه (حوادث سنة 241 - 250) في الصفحة 61 - 144. وهناك مختصرٌ منها حقَّقها الشيخ أحمد شاكر عن نسخة البدر البشتكي بالقاهرة سنة 1946م.، وطبعها في الجزء الأول من المسند، وكثير منها منقولٌ من تهذيب الكمال كما يدّعي الدكتور بشّار عواد. تهذيب الكمال: 1 / 437، والخطيب البغداديُّ في تاريخ بغداد: 4 / 412. وهنا ننقلُ ما وجدناه بخطّ المحقّق الطباطباييّ قدّس سرُّه ذيل عنوان «ترجمة أحمد»، وقد أورد فيها كلماتٍ أكثرُها منقولةٌ عن ترجمة الذهبيّ هذه.
وكذا في تاريخ الإسلام.
وكذا في تاريخ الإسلام.
تاريخ الإسلام: 18 / 63.
تاريخ بغداد: 4 / 412 و 413.
سيرة الإمام ابن حنبل لأبي الفضل صالح بن أحمد بن حنبل: 29-30.
تاريخ الإسلام: 18 / 66.
المصدر السابق: 67.
المنهج الأحمد للعليمي: 22.
ذكره العليمي في المنهج الأحمد: 63. وقد ألَّف في مناقب الإمام أحمد وسيرته الكثير، وبالغوا في الثناء عليه والإطراء له، حيث ذكروا ما يستبعِدُه العقلُ السليم، ويستنكرُه كيف لا و «حبُّ الشيء يُعمي ويُعمّ يصمّ». ولنختم الكلام في ترجمة أحمد بذكر روايتين إحداهما تتعلّق بثناء الخضر عليه - (انظر الباب السادس والعشرين مناقب ابن الجوزي) - والأخرى تتعلّق بتأثير موته في الجميع - وحتّى في الجنّ (كما في الباب 88 من المناقب). قال المِزّي في تهذيب الكمال: 1 - عن الحافظ أبي نُعيم بإسناده عن سَلَمة بن شبيب قال: كُنّا في أيّام المعتصِم يوماً جُلوساً عند أحمد بن حنبل، فدخل رجلٌ، فقال: مَن منكم أحمدُ بن حنبل؟ فسكتنا، فلم نقُل شيئاً، فقال أحمد: ها أنَذا أحمد، فما حاجتُك؟ قال: جئتُ من أربعمائة فرسخ بَرّاً وبحراً! كنت ليلة جُمُعةٍ نائماً، فأتاني آتٍ، فقال لي: تعرِفُ أحمد بنَ حنبل؟ قلتُ: لا، قال: فأتِ بغداد وسَلْ عنه، فإذا رأيتَه فقُل: إنَّ الخَضِرَ يُقرئُك السلام ويقول: إنّ سامِكَ السماء [أي: رافع السماء] الذي على عرشه راضٍ عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك للَّه. [حِلية الأولياء: 9 / 188]. وقد علّق عليه الوالدُ رحمه الله في الحاشية: «كان بإمكان الخَضِر أن يحضرَ نومَ أحد البغداديّين ولا يكلّف أحداً رُكوبَ البحر ومسيرة أربعمائة فرسخ في ذلك العصر!». وفي بيان ما وقع يومَ موته، روى الذهبيُّ في تاريخ الإسلام: 18 / 142، في عدد مَن صلّى على أحمد بن حنبل عن خشنام بن سعيد أنّه قال: ألف ألف وثلاثمائة ألف! وفي الصفحة نفسها: وقال ابنُ أبي حاتِمٍ: حدَّثني أبو بكر محمَّد بن العبّاس المكّيُّ: سمِعتُ الوركانيّ جارَ أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بنُ حنبلٍ وقع المأتم والنَوحُ في أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس، وأسلم يوم مات عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس! حِلية الأولياء: 9 / 180، مناقب ابن الجوزي: 419، تهذيب الكمال : 1 / 468، تاريخ بغداد: 3 / 423. ثمّ علّق عليه الذهبيُّ قائلاً: «وهي حكايةٌ منكرة لا أعلمُ رواها أحدٌ إلّا هذا الوركانيّ، ولا عنه إلّا محمَّد بن عبّاس، تفرَّد بها ابنُ أبي حاتِم! والعقل يحيل أن يقعَ مثلُ هذا الحادث في بغداد ولا يرويه جماعةٌ تتوفّر هممُهم ودواعيهِم على نقل ما هو دون ذلك بكثير! وكيف يقع مثلُ هذا الأمر الكبير ولا يذكرُه المَروزيُّ ولا صالح بنُ أحمد ولا عبدالله الذين حَكَوا من أخبار أبي عبدالله جزئيّاتٍ كثيرةً لا حاجة إلى ذكرها، فوالله لو أسلم يومَ موته عشرةُ أنفُسٍ لكان عظيماً، ولكان ينبغي أن يرويه نحوٌ من عشرة أنفُس. ثمّ انكشف لي كِذبُ الحكاية بأنَّ أبا زُرعةَ قال: «كان الوركانيُّ - يعني محمَّد بنَ جعفرٍ - جارَ أحمد بن حنبل وكان يرضاه». وقال ابنُ سعد، وعبدالله بن أحمد وموسى بنُ هارون: «مات الوركانيُّ في رمضان سنة ثمانٍ وعشرين ومائتين». فظهر لك بهذا أنّه مات قبلَ أحمدَ بدهرٍ! وكيف يَحكي يومَ جنازة أحمد رحمه الله؟ وانظر أيضاّ تعليقة الدكتور بشّار عواد على رواية المِزّي في تهذيب الكمال: 1 / 469. هذا وقد أورد العلّامةُ الأمينيّ قدّس سرُّه الشريف في كتابه الخالد الغدير: 5 / 199، حكاياتٍ عِدّة حول أحمد بن حنبلٍ ونماذجَ من كلمات الحنابلة في زيارة قبر إمامهم أحمد، لا بأس بمراجعتها. أوّلها «الله يزور أحمد بنَ حنبل في كلَّ عامٍ لنصرته كلامَه».
هذا أيضا ما وجدتُه في مسوّدات والدي رحمه الله ممّا نقله في خصوصِ أحمدَ وآرائِه ولم يُكمله، والعنوان مضافٌ منّى. وللتعرُّف على آراء أحمد لا بأس بمراجعة كتاب السنّه لعبدالله بن أحمد، فهو من أهمّ المصادر في هذا المجال، وقد أُلّفت رسائلُ عَديدةٌ في عقائد الإمام أحمد وآرائه وأقواله، أورد قسماً منها ابنُ أبي يعلَى الحنبليُّ في كتابه طبقات الحنابلة - كرسالة عبدوس بن مالك العطّار وغيرها - لا بأسَ بمراجعته لمن أراد التفصيل. هذا وقد أورد أيضاً عبدُ العزيز عزّ الدين سيروان عدّةَ رسائل في كتابه العقيدة للإمام أحمد بن حنبل، طبع في مصر بعناية عبدالله بن عبد المحسن حسن تُركي سنة 1407.
طبع الكتاب بتحقيق الدكتور علي سليمان المُهنّا سنة 1406، طبعَته مكتبةُ الدار بالمدينة المنوّرة في ثلاثة أجزاء.
مسائل الإمام أحمد بن حنبل: 3 / 1345 رقم 1865، مناقب ابن الجوزي: 187، تاريخ الإسلام: 18 / 80.
المصدر السابق: 3 / 1318 رقم 1831 و1832. وروى ابنُ الجوزي في كتابه مناقب أحمد عن يعقوب بن إسحاق البغداديّ قال:« سمِعت أحمد بنَ حنبل - وسُئل عن التفضيل - فقال: على حديث ابن عُمر: أبو بكر وعمر وعثمان، والخلافة علىحديث سفينة: أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ». (المناقب: 159).
مسائل الإمام أحمد بن حنبل: 3 / 1311 رقم 1822.
المصدر السابق: 3 / 1293 رقم 1796.
المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد لأبي اليمن مُجير الدين عبدالرحمن بن محمَّد بن عبدالرحمن العليميّ (860 - 928)، طُبع في القاهرة سنه 1383، بتحقيق محمَّد محيي الدين عبدالحميد.
ونقله أيضاً ابنُ الفَرّاء في طبقات الحنابلة: 1 / 153.
وذكره أيضاً ابنُ الجوزي في المناقب: 170.
إنَّ أبرز الأمور في حياة أحمد بن حنبل موقفُه من قضيّة القول بخلق القرآن، وقد ذُكرت تحت عنوان «محنة الإمام أحمد» فقلّما ترجمة لأحمد تخلو منها، وأُلّف فيها عدّةُ كتب منها: محنة الإمام أحمد لحنبل بن إسحاق، ومحنة الإمام أحمد لابنه صالح، وقد ذكر حوادث المحنة ابنُ كثيرٍ في البداية، والذهبيُّ في تاريخ الإسلام وسيَر أعلام النُبلاء وغيرُهما في مؤلّفاتهم تفاصيلَها. وإليك موجَزها عن بروكلمان في كتابه تاريخ الأدب العربي: قال: «ولمّا أمر المأمونُ أهلَ العراق أن يتبعوا المعتزلة في القول بخلق القرآن، أبى أحمد بنُ حنبل أن يُطيعَه، فأمَر الخليفة واليه ببغداد إسحاق بنَ إبراهيم الخُزاعيّ أنْ يمتحنَه وكان ذلك 218، فأسر أحمد وأمر به إلى طرسوس، وكان الخليفة قد سافر إليها، فمات الخليفةُ قبل وصول أحمد، فسجنوه زماناً بالرِقّة ثمّ أعادوه إلى بغداد، فبقيَ في السجن إلى أن توفّيَ المعتصِمُ سنة 227، فلمّا أفضت الخلافة إلى المتوكِّل سنة 232، حُمل الناس على مذهب أهل السنّة والجَماعة، وأكرم أحمد بن حنبل، وظلّ أحمدُ موضعَ الإجلال والإكرام إلى أن توفّيَ يومَ 12 من ربيع الأوّل سنة 241». الترجمة العربية: 3 / 309.
وذكره العليميُّ في الصفحة 21 من كتابه أيضا، وابن الفرّاء الحنبليّ في طبقات الحنابلة: 1 / 17.
المسلسلات لأبي محمَّد جعفر بن أحمد بن عليّ القمّيّ الرازيّ، طبعته المكتبةُ الإسلاميّة في طِهران سنة 1369، في ضمن كتاب جامع الأحاديث للمؤلّف نفسِه. الذريعة: 21 / 21، التراث العربي: 5 / 76. وللتعرُّف على نُسخ الكتاب راجع: فهرستگان نسخههاى خطى لعلي الصدرائي الخوئيّ: 2 / 97، رقم 586.
في المطبوعة من البحار 49 / 261: «عن محمَّد بن عورك الهرويّ عن عليّ بن خشرم ...».
في البحار: أبو سعيد محمَّد بن الفضل بن محمَّد المذكر عن عبد الرحمن بن محمَّد بن محمود ابن إبراهيم بن محمَّد بن سفيان.
في البحار: سفيان (بدل سعيد).
وأورده أيضاً الفرّاءُ الحنبليّ في طبقات الحنابلة: 1 / 320.
وفي كتاب مناقب الإمام أحمد بن حنبل للحافظ ابن الجوزي، باب عنوانه «سياق كلامه في عليّ عليه السلام وأهل البيت»، وروى فيها روايات لا بأسَ بذكر بعضها ههنا: روى بإسناده عن السياري عن أبي العبّاس بن مسروق قال: أخبرني عبدالله بن أحمد بن حنبل قال: كنتُ بين يدي أبي جالساً ذات يوم، فجاءت طائفةٌ من الكرخيّة، فذكروا خلافة أبي بكرٍ وخلافةَ عُمرَ وخلافة عُثمانَ فأكثروا، وذكروا خلافة عليّ بن أبي طالبٍ فزادوا فيها وأطالوا، فرفع أبي رأسه إليهم فقال: «هؤلاء! قد أكثرتم القول في عليّ والخلافة، إنّ الخلافة لم تزيّن عليّاً. بل عليٌّ زيّنها!». قال السيّاريُّ: فحدّثتُ بهذا بعضَ الشيعة، فقال لي: «قد أخرجت نصف ما كان في قلبي على أحمد بن حنبل من البغض!»، [طبقات الحنابلة: 1 / 186]. وروى بإسناده عن أحمد بن أبي القاسم بن الريّان قال: سمعتُ عبدالله بن أحمد بن حنبل يقول: حدّث أبي بحديث السفينة، فقلت: «يا أبَه! ما تقولُ في التفضيل؟»، قال: «في الخلافة أبو بكر وعمر وعثمان»، فقلت: «فعليُّ بن أبي طالبٍ؟»، قال: «يا بُنيّ! عليّ بن أبي طالب من أهل البيت لا يقاس بهم أحد»! ثمّ روى قولَ أحمد بن حنبلٍ الذى مرّ مِراراً وهو: «ما لأحدٍ من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصِحاح مثلُ ما لعليٍّ رضي الله عنه». وفي حديثٍ آخَر: عن هشام بن منصورٍ البُخاريِّ يقول: سمِعتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ يقول: «من لم يثبت الإمامة لعليٍّ فهو أضلُّ من حمار أهله»! «مناقب أحمد بن حنبل: 162». وأمّا كلامُه في التفضيل والخلافة - فهو يطابق رأيَ جماعة أهل السنّة - فقد أخرج البَيهقيُّ وابنُ عساكر عن إبراهيم بن سُوَيد الأرمينيّ قال: قلتُ لأحمد بن حنبل: «مَن الخلفاء؟»، قال: «أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ»، قلتُ: «فمعاوية؟»، قال: «لم يكن أحقَّ بالخلافة في زمان عليٍّ من عليّ». تاريخ الخلفاء للسيوطي: 199. وفي تقدُّم عثمانَ على عليٍّ، روي عن صالح بن أحمد بن حنبل قال: سُئل أبي وأنا شاهدٌ عن مَن يقدّم عليّاً على عثمان؟ قال: «يُبَدَّع!»، مناقب ابن الجوزي: 161. وفي الصفحة 112 من المنهج الأحمد للعليمي: عن أبي طالب عصمة بن أبي عصمة قال: سألتُ أحمد بن حنبل عمّن قال: «لعنَ الله يزيدَ بنَ مُعاوية»، فقال: «لا تكلّم في هذا! قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم (لعنُ المؤمنِ كقَتله) وقال: (خيرُ الناس قَرني، ثمّ الذين يَلونَهم»، وقد كان يزيدُ فيهم، فإنَّ الإمساك أحبُّ إليّ»!! و روى ابنُ الجوزي في مناقبه: 164:[ قيل له:] «يا أبا عبدالله! ما تقولُ فيما كان بينَ عليٍّ ومعاوية؟»، فقال أبو عبدالله: «ما أقول فيهم إلّا الحُسنى». قال المروزي: وسمعت أبا عبدالله وذُكر له أصحابُ رسول الله فقال: «رحمهم الله أجمعين ومعاوية وعمرو بنَ العاص وأبا موسى الأشعريَّ والمُغيرة كلَّهم، وصفهم الله تعالى في كتابه فقال: «سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أثَرِ السُجُود»»! ويروي أبو بكر الخلّال عن إسماعيل بن إسحاق الثقفيّ النيسابوريّ أنّ أبا عبدالله أحمدَ بنَ حنبلٍ سُئل عن رجلٍ له جارٌ رافضيّ، هل يسلِّم عليه؟ فقال: «لا! وإذا سلَّم عليه لا يردُّ عليه»!! طبقات الحنابلة: 2 / 14.
قال ابنُ الجوزي: «كان الإمام لا يَرى وضعَ الكتب، ويَنهى أن يُكتبَ عنه كلامُه ومسائلُه، ولو رأى ذلك لكانت له تصانيفُ كثيرة...» المناقب: 191. ونُقل عنه أنّه كان ينكر على الذين وضعوا كتباً ودوّنوها. وجعل ذلك من البدعة!! اُنظر: مسائل أحمد: مسئلة 1821، مسائل أبي داود - باب في الرأي: 275. قال الذهبيُّ: «وقد دوَّن عنه كبارُ تلامذته مسائلَ وافرة في عدّةِ مجلّداتٍ كالمروزيّ والأثرم و... وذَكر أسماء كثيرة لا نُطيل الكلامَ بذكرها» سيَر أعلام النُبلاء: 11 / 330. يقول عنه ابنُ القيّم أنّه بلغ ما كتب من كلامه وفتواه أكثر من ثلاثين سِفراً. مسائل الإمام: 1 / 90 وأعلام الموقعين: 1 / 128.
قال ابنُ الجوزي: فصنّف المسند وهو ثلاثون ألفَ حديث، وكان يقول لابنه عبدِالله: «احتفِظ بهذا المسند فإنّه سيكون للناس إماماً». ثمّ روى عن ابن السمّاك عن حنبل بن إسحاق قال: جمعَنا أحمد بنُ حنبلٍ أنا وصالحاً وعبدالله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه غيرُنا، وقال لنا: «هذا كتابٌ قد جمعتُه وانتقيتُه مِن أكثر مِن سبعمائة ألف وخمسين ألفاً، فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله فارجعوا إليه، فإن وجدتموه فيه، وإلّا فليس بحجّة» المناقب: 191. ولا بأس بمراجعة خصائص المسند لأبي موسى المدينيّ فيه والمصعد الأحمد في ختم مسند الأمام أحمد لابن الجَزَريّ. وحول المسند والكتب التي ألّفت عنه راجع تاريخ التراث العربي لسزگين: 1 / 504 - 505، بروكلمان في تاريخ الأدب العربيّ: 3 / 310 - 311. وقد أثيرت مطاعنُ حول رواية المسند، هل هو من تأليف أحمد أم من تأليف عبدالله، والمشهور بين العلماء والمحقّقين أنّه من تأليف الإمام نفسِه، كما مرَّت الإشارة إليه في كلام ابن الجوزي، ولكن الرأي السائد عند المستشرقين أمثال بروكلمان وگلدزيهر وعند بعض المسلمين أنَّ المسند لم يعمله الإمام أحمد بل هو من عمل ابنه عبدالله! قال الذهبيُّ في أثناء إنكاره كتابَ التفسير المنسوب إلى أحمد بن حنبل: «إنَّ الإمام أحمد كان لايرى التصنيف، وهذا كتاب المسند له، لم يصنّفْه هو ولارتَّبه، ولا اعتنى بتهذيبه، بل كان يَرويه لولده نسخاً وأجزاء، ويأمره أن: ضَع هذا في مُسند فُلان، وهذا في مُسند فُلان» مسائل الإمام أحمد: 1/76.
نقلاً عمّا كتبه المحقّق الطباطبائيّ في كتاب أهل البيت في المكتبة العربيّة: 467، رقم 654.
وهو حِكمٌ وأقوال في كلام أهل التُقى والورع، دون إسناد. بروكلمان: 3 / 311. رواه عن أحمد ابنُه عبدالله، وزاد عليه زيادات، قال الحافظ ابن حجر: «وفيه زيادات عبدالله بن أحمد عن غير أبيه». المعجم الفهرس: 236. وقال في تعجيل المنفعة: 8، عنه: «إنّه كتابٌ كبير في قَدَر الثُلث (المسند)، وفيه من الأحاديث والآثار ما ليس في المسند شيءٌ كثير». فعلى هذا ما طُبع منه لا يمثّلُ سوى جزءٍ يسيرٍ من كتاب الزهد الكبير. مقدّمة المُسند، شعيب الأرنؤوط. وللتعرُّف على نسخ الكتاب راجع: فهرس الظاهريّة، قسم الحديث، بقلم محمَّد ناصر الدين الألبانيّ، الصفحة 222، وتاريخ التراث العربي: 1 / 506. والكتاب طُبع مرّاتٍ عديدة، طبع في مكّةَ سنة 1357، وفي بَيروت عام 1981م. باهتمام محمَّد جلال شرف، سنة 1403 طبعَته دار الكتب العلميّة، سنة 1406 بتحقيق محمَّد سعيد بن بسيوني زُغلول، وفي القاهرة سنه 1408، بتحقيق عبد العلي عبد الحميد حامد في 400 صفحة، طبعته دار الريّان للتراث.
نقل الذهبيُّ في السيَر قولَ ابن الجوزي، في عداد مصنّفات أحمد، الرسالة في الصلاة، ثمّ أضاف: «قلتُ: هو موضوعٌ علَى الإمام!». سيَر أعلام النُبلاء: 11 / 330. وذكره بروكلمان باسم كتاب الصلوة وما يلزم فيها، وقال: «وهو ينكر على من يسبقون الإمام في الصلاة بالركوع والسجود، أو يرفعون أصواتهم إلخ». تاريخ الأدب العربي: 3 / 311 رقم 4. والكتاب طُبع مِراراً منها في الدوحة سنه 1409، باهتمام عبد العزيز عزّ الدين سيروان.
وهي أجوِبةٌ عن بعض مسائل الفقه، رواه أبو داود سليمان السجستانيّ المتوفّى سنة 275، وللتعرُّف على نسخ الكتاب انظُر: تاريخ الأدب العربيّ: 3 / 312، تاريخ التراث العربي: 1 / 507 . والكتاب طُبع في القاهرة سنة 1353، بتحقيق السيّد محمَّد رشيد رضا. و المسائل يضمُّ إجابات أحمد بن حنبل على أسئلة تلاميذه في الفقه والعقائد والأخلاق، وقد حرّرتلاميذه هذه الإجابات وهي... . سزگين، نفس المصدر. منها المسائل برواية الأثرم حنبل بن إسحاق بن حنبل والميموني والمروزي و... وغيرهم ممّن يبلغ عددهم مأة وثلاثين ونيِّفاً من الرواة للمسائل عن أحمد، قد جمعها مع كتب أخرى أبو بكر أحمد بن محمَّد بن هارون الخَلّال المتوفّى سنة 311 بعنوان الجامع لعلوم - أو الجامع من مسائل - أحمد، هذا ولأبي الحسين محمَّد بن أبي يعلى الفرّاء كتاب المسائل التي حلف عليها إمامنا أحمد بن حنبل، مخطوط بالظاهريّة.
هو أبو محمَّد عبدوس بن مالك العطّار، كان صديقاً وتلميذاً لأحمد بن حنبل، وممّن روى عنه عبدالله بن أحمد بن حنبل، وتاريخ وفاته غير معروف، ربما توفّي حوالي سنة 250، ورسالة عبدوس هذه تتضمّن آراء أحمد بن حنبل (الظاهريّة، مجموع 68، من 9 أ - 15 ب، سماع سنة 529) ولقد وصل إلينا قسمٌ من هذه الرسالة في طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى: 1 / 241 - 246. تاريخ التراث العربي لفؤاد سزگين: 1 / 509. هذا وقد طبعته دار المنار في السعودية سنة 1411 باسم أصول السنه لإمام أهل السنة أوّله: «سمعتُ أحمد بنَ حنبل يقول: أصول السنّة عندنا التمسُّك بما كان عليه أصحابُ رسول الله...»، في 63 صفحة.
قال ابنُ الجوزي عنه: «في ثلاثة أجزاء»، وذكره سِزگين بعنوان: الرّد على الزنادقة والجهميّة فيما شكّوا فيه من متشابه القرآن وتأوّلوه على غير تأويله. وراجع كلامه للتعرُّف على نُسخ الكتاب وما يتعلّق به تاريخ التراث العربي: 1 / 507). قال الذهبيُّ في السيَر: 11 / 286: «الردّ على الجهميّة موضوعٌ على أبي عبدالله»، وقال محقّقه في الهامش: «يرى الذهبيُّ أنَّ الكتاب موضوعٌ على الإمام أحمد، وقد شككّ أيضا في نسبة هذا الكتاب إلى أحمد بعضُ المعاصرين في تعليقه علَى الاختلاف في اللفظ والردّ على الجهميّة لابن قُتيبة، ومستنَدُه أنَّ في السند إليه مجهولاً... إلى آخره». والكتاب طُبع مِراراً، منها بأوّل شذرات البلاتين ومنها ضمن كتاب عقائد السلف في الإسكندريّة، عام 1971م. باهتمام علي سامي نشّار وعمّار طالبي، وفي القاهرة سنة 1393 طبعته المطبعة السلفيّة بتحقيق محمَّد حسن راشد.
وهو: الأشربة الصغير، فقد رواه البَغَويُّ عن الإمام أحمد، وهو مطبوع، طُبع في مطبعة العاني ببغداد بتحقيق صبحي جاسم، وحقّقه أيضاً الدكتور علي المرشد. وتوجد روايةٌ عن حرب الكرمانيّ تنصّ على سِماع عبدالله كتابَ الأشربة - ولعلّه الأشربه الكبير - رواه ابنُ أبي يعلَى الحنبليُّ في كتابه طبقات الحنابلة: 1 / 183.
وأيضا: الأزهر: 1 / 580، حديث 711 في 39 ورقة، في القرن السابع. راجع فهرس معهد المخطوطات العربيّة: 1 / 57.
انظُر فهرس مخطوطات الحديث بالظاهريّة: 222. ذكر العقيليُّ فى الضعفاء: 3 / 239 أنّه قرأه على عبدالله بن أحمد عن أبيه. والكتاب طبع برواية عبدالله في أنقرة عام 1963م.، وفى إستانبول عام 1987م. في جزئين، بتحقيق طلعت قوچ بيكيت وإسماعيل جرّاح أوغلي؛ وهكذا طبع في بيروت - رياض سنة 1408 في أربع مجلّدات، بتحقيق وصيّ الله عباس. وبرواية أبي بكر المروزي، صالح بن أحمد والميمونيِّ طُبع في الهند بتحقيق وصيّ الله بن محمَّد عباس في عام 1988م.
أياصوفيا3380، في 180 ورقة، قبل سنة 343. راجع تاريخ التراث العربي: 1 / 507.
ذكره النديمُ في الفهرست: 285، كما ذكره ابنُ تيميّة في فتاويه غيرَ مرّةٍ من تفاسير السَلَف المتداولة بين الناس مع مدحه وثنائه عليه! الفتاوى: 6 / 389، 13 / 355 و385. هذا وأمّا الحافظ الذهبيُّ فقد أنكر بشدّةٍ وجودَ مثل هذا التفسير، واستدلَّ على ذلك بأدلّةٍ تُزيل الشكَّ وتوجب الظنّ - المتآخم للعلم - بعدم وجوده، حيث قال في السيَر: 11 / 328، في ترجمة الإمام أحمد: «فتفسيره المذكور شيءٌ لا وجودَ له، ولو وُجد لاجتهد الفضلاءُ في تحصيله ولاشتهَر، ثمّ لو ألَّف تفسيراً لما كان يكون أزيَدَ من عشرة آلاف أثر، ولاقتَضى أن يكونَ في خمسة مجلّدات. فهذا تفسيرُ ابن جريرٍ الذي جمع فيه فأوعى، لا يبلُغُ عشرين ألفاً! وما ذَكر تفسير أحمد سوى أبي الحسين ابن المنادي!! فقال في تاريخه...». وكررّه في ترجمة عبدالله أيضاً بكلامٍ أكثر تفصيلاً أوّله: «قلت: ما زِلنا نسمعُ بهذا التفسير الكبير لأحمد على ألسنة الطلبة وعمدتهم حكاية ابن المنادي هذه...». سيَر أعلام النُبلاء: 13 / 522.
في تاريخه، كما نقله كلٌّ مِن ابن الجوزي في المناقب: 191، وأبي موسى المديني في خصائص المسند: 1 / 23، وابن أبي يعلَى الحنبليّ في موضعَين من كتابه طبقات الحنابلة: 1 / 8 و 183.
لكلامه تتمّةٌ تأتي في الرقم (14) أي الناسخ والمنسوخ.
بصيغته الكبرى كتاب السنة الكبير وبصيغته الصغرى كتاب السنّة الصغير، بعنوان السنّة أو اعتقاد أهل السنة، راجع كلام سزگين في تاريخ التراث العربي: 1 / 506. وقال بروكلمان: «كتاب السُنّة موصل المعتقد إلى الجنّة، وهو من نوع كتب العقيدة». تاريخ الأدب العربى: 3 / 311. طُبع مِراراً، منها طبعة دار المنار في السعوديّة سنة 1411، باسم أصول السنّة، ومنها طبعة دار القيّم في الدمّام سنه 1406، بتحقيق د. محمَّد سعيد سالم القحطانيّ.
لم أجدهُ في المصادر، والمذكور بهذا العنوان هو كتاب في المسائل الأصوليّة لأحمد بن حمدان ابن شبيب، أبو عبدالله نجم الدين الحرّانيّ النُميريّ المتوفى سنة 695، أحدُ فقهاء الحنابلة في عصره، مؤلّفاته كلُّها مخطوطة - كما ذُكر في دائرة المعارف الإسلاميّة الكُبرى: 6 / 718 - غير هذا الكتاب، فقد طُبع في دمشق بتحقيق محمَّد ناصر الدين الألبانيّ، طبعته دار الكتب في سنة 1380.
الوجادة: هي أن يجدَ الشخصُ أحاديثَ بخطّ راويها، أو في كتب المؤلّفين المعروفين، فحينئدٍ لا يجوز أن يرويَها عن أصحابها، بل يقول: «وجدتُ بخطّ فلان»، إذا عرف الخطّ ووثق منه، أو يقول: «قال فلانٌ»، أو نحو ذلك.
على ما أضافه الخطيب (التاريخ، حديث شعبة و...) المذكور هنا من تأليفات أحمد يكون عشرين مؤلّفاً، هذا وقد زاد بعضُ المؤلّفين كالنديم وابن الجوزي والذهبيّ و... عدداً آخر من الكتب، قد تصل مؤلّفاته إلى أكثر من ذلك، راجع تاريخ التراث العربي: 1 / 504، وتاريخ الأدب العربي: 3 / 310، ومقدّمة فضائل الصحابة لأحمد بقلم وصيّ الله بن محمَّد عبّاس، حيث ذكر تسعةً وثلاثين كتاباً لأحمد بن حنبل مع الإشارة إلى ما نقله بروكلمان وسزگين وغيرهما. فضائل الصحابة: 1 / 25 - 27.
مصادر ترجمته: تاريخ بغداد: 9 / 375؛ مناقب أحمد لابن الجوزي: 306؛ تاريخ الإسلام : 21 / 197 (وذكر محقّق الكتاب في الهامش مصادرَ كثيرة في ترجمة عبدالله)؛ سير أعلام النبلاء :13 / 216-526؛ طبقات الحنابلة: 1 / 180؛ تهذيب الكمال: 14 / 285؛ البداية والنهاية: 11 / 96؛ المنتظم: 6 / 286. هذا وقد ترجم له الدكتور علي سليمان المُهنّا في مقدّمة كتاب مسائل الإمام أحمد برواية ابنه عبدالله ترجمةً مفّصلة مستوعبة تقعُ في الجزء الأوّل من الكتاب من الصفحة 45 إلى 85، وفي نهايتها عدّ 27 مصدراً من مصادر ترجمة عبدالله.
المصعد الأحمد لابن أثير الجزريّ في ضمن طلائع المسند في الجزء الأول من مسند أحمد بتحقيق أحمد شاكر: 38-40.
اشتغل بالعلم مُبكّراً في حداثة سنّه، وكان لتبكيره أثرٌ ملموسٌ وكبير في كثرة شيوخه ومرويّاته. كان عبدالله كثيرَ السؤال عن أبيه، وكان أروَى الناس عن أبيه، وسمع معظم تصانيفه وحديثه. روَى الخطيب في التاريخ: 9 / 376، عن أبي زُرعة أنّه قال: قال لي أحمد بن حنبل: «ابني عبدالله محظوظ من علم الحديث - أو من حفظ الحديث - لا يكاد يذاكرُني إلاّ بما لا أحفظ». وقال أبو عليّ ابن الصوّاف: قال أبو عبد الرحمن عبدالله بن أحمد: «كلُّ شىءٍ أقول قال أبي قد سمعتُه مرّتين وثلاثة، وأقلّه مرّة!». وقد توفّيَ والدُه وعمرُه آنذاك ثمانٍ وعشرون سنة!
سيأتي بعد هذا سردُ عددٍ من شيوخه ذيل عنوان «مشايخ عبدالله».
تقدّم في «تأليفات أحمد» قول ابن المنادي فيه، وهو: «لم يكن في الدنيا أحدٌ أروى عن أبيه منه، لأنّه سمع المسند، وهو ثلاثون ألفاً، والتفسير، وهو مائة ألف وعشرون ألفاً، سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادةً، وسمع الناسخ والمنسوخ، والتاريخ وحديث شعبة، والمقدّم والمؤخّر في كتاب الله تعالى، وجواباتالقرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ». رواه الخطيب في ترجمة عبدالله من تاريخ بغداد وأضاف: «قال: وما زِلنا نرى أكابرَ شيوخنا يشهدون له بمعرفة الرجال، وعلل الحديث، والأسماء والكنى، والمواظبة على طلب الحديث في العراق وغيرها، ويذكرون عن أسلافهم الإقرار له بذلك، حتّى إنّ بعضَهم أسرف في تقريظه إيّاه بالمعرفة وزيادة السماع للحديث على أبيه»!
تاريخ بغداد: 9 / 375.
قال الذهبيُّ في سير أعلام النبلاء: 13 / 523: «ولعبدالله كتاب الرد على الجهميّة في مجلّدٍ، وله كتاب الجمل». وذكر له بروكلمان كتابَين أيضاً وهما 1. كتاب السنن في الرد على المعتزلة والجهمية، 2. مسند الأنصار. تاريخ الأدب العربيّ، الترجمة العربية: 3 / 313.
جاء في مقدّمة كتاب العلل ومعرفة الرجال بتحقيق وصيّ الله عبّاس: 1 / 93: «وله [أي لعبدالله ]مصنّفات أهمّها كتاب السُنّة، (طبع بتحقيق الأخ محمَّد سعيد القحطانيّ رسالةً للدكتوراه)، الذي سمّاه [أي كتاب السُنة] الشيخ الكوثريُّ في مقالاته كتاب الزيغ! ونال من عبدالله ووصمه بالقرينة والتجسيم من أجله...»!
جاء في مقدّمة كتاب المسائل: 1 / 70: «كان همُّ عبدالله بن أحمد أن يجمع ويستوعبَ مآثر والده روايةً ودراية، فركّز على رواية مؤلّفاته وتقييد إجاباته وأقواله في التفسير والحديث و... ومن أجل ذلك لم تكثُر مؤلّفاتُه الخاصّة، إلاّ أنّه لم يغفل عن إضافات وزيادات في مؤلّفات أبيه، حيث أودع فيها مرويّاته عن شيوخه الآخرين...». وهذا ما ذكره فؤاد سزگين في كتابه تاريخ التراث العربي، من آثار عبدالله : 1 - كتاب السُنّة، طُبع بالقاهرة سنة 1349. 2 - مسند الأنصار، مخطوطٌ بالظاهريّة. 3- فضائل عثمان بن عفّان، رواه عن والده. 4 - زوائد فضائل الصحابة. 5 - تنقيح مسائل والده، مخطوط بالظاهريّة.[ذكره الألبانيُّ في فهرس الظاهرية: 355، وقد طبع الكتاب في ثلاثة أجزاء بتحقيق الدكتور علي سليمان المُهنّا سنة 1406، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنوّرة]. 6 - ثلاثيّات من مسند والده، مخطوطة منه في مكتبة تشستربيتي 3487، ذكره مرّة في ضمن مختصرات المسند، وأُخرى من تأليفات عبدالله تاريخالتراث العربي : 1 / 511، والثلاثة أحاديث التي رواها الإمام أحمد عن النبيّ صلّى الله عليه في المنام، ذكره الألبانيُّ في فهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية: 354، في ضمن كتب عبدالله بن أحمد.
قال ابن الجوزي في المناقب: 306: «ولمّا مرض قيل له: أين تحبّ أن تُدفن؟ فقال: صحّ عندي أن بالقطيعة نبيّاً مدفوناً ولأن أكون... ودفن في آخر النهار في مقابر باب التبن، وصلّى عليه زهير ابن أخيه». وذكره أيضاً ابنُ أبي يعلى في طبقات الحنابلة: 1 / 188. وجاء في مُعجم البُلدان: «باب التبن: محلّةٌ كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر». قال ياقوت: «وبها قبرُ عبدالله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه، دُفن هناك بوصيّةٍ منه...».
في تهذيب الكمال: يحيى بن محمَّد بن صاعد.
أبو عُوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإسفراييني.
أحمد بن سلمان بن الحسين بن إسرائيل بن يونس، أبو بكر النجاد، كان له في جامع المنصور حلقتان قبل الصلاة للفتوى على مذهب أحمد، وبعد الصلاة لإملاء الحديث. ويقال إنّه ألّف كتاباً كبيراً في السنن، وكتبا آخر في الفقه الحنبليّ. توّفي سنة 348 / 2959. انظُر طبقات الحنابلة: 2 / 7 - 12، تاريخ التراث العربي، الفقه: 1 / 513.
عبدُالله بن محمَّد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور، أبو القاسم ابن بنت أحمد بن منيع، بغويّ الأصل، وُلد ببغداد سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقيل سنة أربع عشرة، ومات ليلة الفِطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ودفن بمقبرة باب التبن التي دفن بها عبدالله بن أحمد. طبقات الحنابلة: 1 / 190.
سليمان بن أحمد بن أيّوب بن مطير اللَخميّ الطَبَرانيّ أبو القاسم، كان أحدَ الأئمة والحفّاظ في علم الحديث، وله تصانيف مذكورة وآثار مشهورة منها المعجم الكبير، والأوسط، والصغير، مولده بعكّا سنة 260، ومات بأصبهان سنه 360. طبقات الحنابلة: 2 / 49-51.
محمَّد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عبدالله، أبو عليّ المعروف بابن الصوّاف. روى عن عبدالله كتاب العلل ومعرفة الرجال، توفّيَ سنة 359. طبقات الحنابلة: 2 / 64.
الحسين بن إسماعيل بن محمَّد، أبو عبدالله الضَبّي المَحامليّ البغداديّ، ترجم له الدكتور إبراهيم القيسي في مقدّمته على أماليه من الصفحة 15 إلى 29، طبعة المكتبة الإسلاميّة سنة 1412.
اللُنبناني: بضمّ اللام وسكون النون وفتح الباء الموحدة وفي آخرها النون. قال ابن الأثير في اللباب: 3 / 133: «هذه النسبة إلى محلّة كبيرة بأصبهان ولها باب يقال له باب لُنبان، ينسب إليها جماعة، منهم...».
أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر القطيعيّ. ستأتي بعد هذا ترجمةٌ مستقلّةٌ له، ونذكر في الهامش مصادر ترجمته.
هو أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة البغداديّ الشجريّ، كان مفسّراً ومؤرّخاً ولغويّاً، وكان تلميذاً لمحمّد بن جريرٍ الطبَريِّ، وتولَّى القضاء بالكوفة لمدّةٍ من الزمن. توفّيَ سنة 350 / 2961. تاريخ التراث العربي: 1 / 523 - 524.
أحمد بن جعفر بن محمَّد بن عبيدالله، أبو الحسين ابن المنادي، قد أكثر الرواية عن عبدالله، صنّف كتباً كثيرة، مات سنة 336. راجع طبقات الحنابلة: 2 / 3-6.
هو أبو بكر، أحمد بن محمَّد بن هارون، المعروف بالخلّال البغداديّ، كان أحدَ العلماء البارزين في المدرسة الحنبليّة، درس على أكثر تلاميذ أحمد بن حنبل وعلى الأخصّ ابن عمّه وأولاده. له التصانيف الدائرة والكتب السائرة، من ذلك: الجامع، والعلل، والسنّة، والطبقات و... غير ذلك. روى مسائل عبدالله وآخرين، توفّيَ سنة 311 / 2923. تاريخ التراث العربي، الفقه : 1 / 511 - 512، طبقات الحنابلة: 2 / 12-15، تاريخ الأدب العربي: 3 / 313.
إسماعيل بن عليّ بن إسماعيل ، أبو محمَّد الخطبي ، سمع عبدالله بن أحمد والحارث بن أبي أسامة وغيرهما. روى عنه الدارقُطنيُّ، وأبو حفص بن شاهين وغيرهما. كان فهماً عارفاً بأيّام الناس وأخبار الخلفاء وصنّف تاريخاً كبيراً، قال الدارقطني: ثقة. مات سنة 350. طبقات الحنابلة: 2 / 118. هذا، وفي تهذيب الكمال: 14 / 288 ذكر المزّيُّ أسماء أخر من الراوين عن عبدالله (كإسحاق بن أحمد الكاذي، الخضر بن المثّنى الكنديّ ومحمَّد بن خلف وكيع القاضي و...) ونقتصر هنا بما كتبه الوالد رحمه الله ووجدناه في مسوّداته. غفر الله له وأسكنه فسيح جنّاته.
قد تقدَّم أنَّ مشايخه كثيرون يزيدون علَى الأربعمائة، وقد سرد عدداً كبيراً من هؤلاء الحافظُ المزّيُّ في تهذيب الكمال في ترجمة عبدالله: 14 / 286-288، والذهبيُّ في سير أعلام النبلاء: 13 / 518-520. وقال شمس الدين ابن الجزريّ في المصعد الأحمد: 34 : «وأمّا شيوخ ابنه عبدالله الذين روى عنهم في مسند أبيه فعدّتهم مائة وثلاثة وسبعون رجلاً، وقد أثبت ذلك، وذكرتهم في كتابي المصعد الأحمد ولكن شيوخه الذين روى عنهم وسمع منهم يزيدون علَى الأربعمائة، ذكره الحافظ ابن نقطة في كتابٍ مفرد».
تاريخ بغداد : 4 / 73 ، تاريخ الإسلام : 25 / 389، سير أعلام النبلاء: 16 / 210 ، طبقات الحنابلة : 2 / 6و7، المنهج الأحمد: 2 / 57، لسان الميزان: 1 / 145، الأنساب: 10 / 203، المنتظم: 7 / 92، البداية والنهاية: 11 / 293.
بفتح القاف وكسر الطاء وسكون الياء - نسبةً إلى القطيعة - وهي مواضع وقطائع في محالّ متفرّقة ببغداد منها «قطيعة الرقيق» محلّة في أعلى غربيّ بغداد وإليها ينسب أبو بكر ابن مالك.
ومن شيوخه أيضا: أبو مسلم الكجّي وعبدالله بن أحمد بن حنبل - سمع منه المسند - وأحمد ابن عليّ الأبّار وأبو خليفة الجُمَحيّ وأبو شعيب الحرّاني، قال الذهبيُّ بعد عدّ شيوخه: «وطائفةٌ كثيرة. وكان مسند العراق في زمانه».
وفي طبعة مكتبة التوبة في الرياض في الصفحة 16.
تاريخ بغداد: 4 / 73، سير أعلام النبلاء: 16 / 212.
سير أعلام النبلاء: 16 / 212.
المصعد الأحمد: 42.
تاريخ بغداد: 4 / 73 وعنه في تاريخ الإسلام: 25 / 90.
وأورد ابن حجر كلامَ الحاكم والخطيب في لسان الميزان: 1 / 145.
هو آخِرُ من روى عنه في الدنيا، كما قاله الذهبيُّ في ترجمة القَطيعيّ من تاريخ الإسلام، وهناك كثيرون ممّن حدّث عنه وردت أسماؤهم في كتب التراجم [انظر سير أعلام النبلاء: 16 / 211].